للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقرَّ الإيمانُ ورَسَخ، فالعزَّةُ معه مستقِرَّةٌ راسخة.

° انظر إلى هذا الذي كان وجيهًا عند قومه، جاء إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على حِمارةٍ، مرَّ بها على طريق سَبِخةٍ، وجعل يدعوه إلى الإيمان، وهو يقول له: "ابعُدْ عني يا محمد، فإن رائحةَ حمارِك تؤذيني، فيقول له ابن عمًّ له: والله لرَيحُ حمارِ رسول الله أطيبُ من رِيحك".

أيَّ هوانٍ كان هذا!! وصَدَق الله العظيم إذ يقول عن المنافقين: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ} [المنافقون: ٤] أشباحٌ وقوالب، ليس وراءَهم ألبابٌ وحقائقُ، كالجَوز الفارغ، مُزيَّنٌ ظاهره، ولكنه لِلَعِبِ الصِّبيان.

هذا الذي تولَى كِبْرَه، وخاض في عِرضِ أمَ المؤمنين عائشة في قصةِ الإفك، فقال الله -عز وجل-: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: ٢٣ - ٢٤]، جزاء وفاقًا، كما استطالت.

وظلَّ رأسُ المنافقين على نِفاقِه إلى أن مات، وأُخذ به إلى أُمِّه الهاوية إلى الدَّرْكِ الأسفلِ من النار، تُشَيَعُه لَعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>