للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه بقتل سَلام، واختلفوا عنده في قتله، فكلُّهم يدعيه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هاتوا أسيافَكم"، فانظر إليها، فقال لسيف عبد الله بن أُنَيْس: "هذا قَتَله، أرى فيه أثرَ الطعام" (١).

° قال حَسَّانُ بنُ ثابت وهو يَذكُر قتلَ كعبِ بنِ الأشرف وَقتْلَ سَلاَّم بنِ أبي الحُقَيْق:

لِلِه دَر عِصَابةٍ (٢) لاقَيْتَهُمْ ....... يا ابنَ الحُقَيْقِ وأنْتَ يا ابنَ الأشْرَفِ

يَسْرون بالبِيضِ الخفَافِ إليكُمُ ..... مَرَحًا كأُسد في عَرِيْنٍ مُغْرِفِ (٣)

حتى أتوكُم في مَحَل بلادِكُمْ ...... فَسَقَوْكُمُ حَتْفًا بِبِيضٍ ذُفَّفِ (٤)

مُسْتَنْصِرِينَ لِنَصْر دِينِ نَبِيِّهم ...... مُسْتَصْغِرين لكل أمرٍ مُجْحِفِ (٥)

وهكذا تخلَّص المسلمون مِن عدوٍّ لدود (٦)، وكان إقدامُ عبد الله


(١) "سيرة ابن هشام" (٣/ ٣١٤ - ٣١٦)، و "الدرر" (١٩٥، ١٩٦)، "جوامع السيرة" (١٩٨ - ٢٠٠)، و"طبقات ابن سعد" (٢/ ٩٠، ٩١)، وانظر: "مغازي الواقدي" (١/ ٣٩١ - ٣٩٥)، وابن الأثير (٢/ ١٤٦ - ١٤٨).
(٢) العصابة: الجماعة.
(٣) يَسْرُون: يسيرون ليلاً. والبيضِ الرقاق: السيوف. ومرحًا: يروى بفتح الميم والراء جميعًا، وهو مصدر قولك: مَرحَ فلان فهو مَرَحٌ، أي: نشط، وَالْمَرَحُ: النشاط، ويروى بضمِّ الميم وسكون الراء، فهو جمع مَرح - بِزِنَةِ كَتِف-، وهو النَّشيط. والأُسْدُ: جمع أَسَد بفتحتين. العرين: الغابة، وهي: موضع الأسد. والمغرف: الذي الْتَفَّتْ أغصانه.
(٤) ذُفَّف -بضم الذال وتشديد الفاء مفتوحة-: السريعة القتل، تقول: ذففت على الجريح: إذا أسرعت في قتله ولم تمهله.
(٥) الأمر المجحف: الذي يذهب بالنفوس والأموال.
(٦) "سيرة ابن هشام" (٣/ ٣١٦، ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>