للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° ولله درُّ أحمد محرم حين يقول:

أأنت يا ابنَ رِزامٍ تَغلِبُ القَدَرا؟ ...... جَرِّبْ لك الويلُ من غِرٍّ وسوف تَرى

جَرِّبْ أُسَيْرُ ولا تجزعْ إذا عَثَرَتْ ..... بك التجاريبُ إنَّ الحُرَّ مَنْ صبرَا

كذبتَ قومَك إن الحقَّ ليس له ...... من غالبِ فَاعْتَبِرْ إن كنتَ مَعتَبِرا

هيهاتَ ما لكَ إلاَّ الغَيُّ تتبعُه ...... والغيُّ يتبعُه في الناسِ مَن فجرا

بِئسَ الأميرُ وبئسَ القومُ إذ جعلوا ...... لك الإِمارةَ كيما يُدركوا الظفَرا

الظافِرونَ بنو الإِسلام لا فَزَعًا ...... يرى العِدَى في الوغَى منهم ولا خَوَرا (١)

هم الأُلي يُلبِسونَ الحربَ زِينتهَا ...... إذا تَعَرَّتْ وَولَّى الذادةُ الدُّبُرَا

ماذا تُحاوِلُ بالأشياعِ تَنْدُبُهم ...... حاولت يا ابن رِزامٍ مطلبًا عَسِرَا

ظَنَنْتَها غزوةً تَخْفَى مكائدها ....... فما احتيالُك في السر الذي ظَهَرا؟

لو لم يُوافِ رسولَ الله مُخْبِرُهُ ........ وافاهُ مِن ربِّه مَن يحملُ الخَبَرَا

كم فَضَّ جِبريلُ من صَمَّاءَ مُغْلَقَةِ ....... أَنْحَى على سِرِّها المكنونِ فاشتُهرا (٢)

* * *

على أبي رافعٍ فَلتَبْكِ من أسَف ..... وَاسْتَبْقِ نفسَك إِنْ كُنْتَ امْرأً حَذِرَا

ذَلَّتْ يهودُ فما يُرْجَى لها خَطَرٌ ...... عَلَى يَدَيْ مَن نهى فيها ومَن أمَرَا

دَعْهَا أسيرُ لكَ الويلاتُ من رَجُلٍ ...... ضَلَّ السبيلَ فأمسى يَرْكَبُ الغَرَرَا (٣)

ألستَ تُبصِرُ عبدَ الله في نَفَرٍ ....... أَعْظِمْ به وبهم مِن حَوْله نَفَرا؟


(١) الفزع: الذعر. والخوَر: الضَّعف.
(٢) أنحى على الشيء: أقبل.
(٣) الغَرَرُ: التعريض للهلكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>