للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإجلائهم، وبَثِّ عساكرِه وسراياه في بلاد العرب، وما فُتح على خلفائه الراشدين في أقطار الأرض من المدائن، وهَدَم بأيديهم من ممالكِ الجبابرة، وأنهبهم مِن كنوزِ الأكاسرة، وما قذف في أهل الشرق والغرب من الرعب وتهيُّبِ الإِسلام وفشوِّ الدعوة.

واعلم أن الأوْلى حمل الآية على خيرات الدنيا والآخرة" (١) اهـ.

° "فهذه آية جامعة لوجود الكرامة، وأنواع السعادة وشتات الإِنعام في الدارين والزيادة" (٢).

* {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}:

مناجاة حُلوة، وحديث وَدود.

° ألم نشرحْ صَدْرَك لهذه الدعوة؟ ونيسِّر لك أمرها؟ ونجعلْها حَبيبةً لقلبك، ونَشْرع لك طريقَها؟ ونُنِرْ لك الطريق حتى ترى نهايته السعيدة؟!.

فَتِّش في صدرك، ألا تجدُ فيه الرَّوْحَ والانشراح والإِشراقَ والنور؟ واسْتَعِدْ في حَسِّك مَذاقَ هذا العطاء، ألَا تجدُ معه المتاعَ مع كلِّ مشقةٍ، والراحةَ مع كلِّ تعب، واليُسْرَ مع كلِّ عسر، والرضى مع كلِّ حرمان؟.

أَمَا شرحنا لك صدرَك فصار وسيعًا فسيحًا لا ضيقَ فيه، ولا حَرَجَ، ولا هَمَّ، ولا غمَّ، ولا حَزَن، بل ملأناه لك نورًا وسرورًا وحبورًا؟!.

أما شرحنا لك صَدْرَك وملأناه حِكمة ورحمةً وإيمانًا وبِرًّا وإحسانًا؟.

° شرحنا لك صدرك، فوَسِعْتَ أخلاقَ الناس، وعَفْوتَ عن


(١) التفسير الكبير "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي.
(٢) "الشفا في التعريف بحقوق المصطفى" للقاضي عياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>