للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتِّباعَ شهواتِ النفوس، ويقتصِروا على ما لا بدَّ منه من القُوت، وما يَستر العَورة من اللباس، ويَتركوا ما سوى ذلك من الفضول، كلُّ ذلك كيما تصفو نفوسُهم، وتتهذبُ أخلاقهم، وتصير نفوسهم متهيئةً لقَبول الوحي والإلهام، وقال لهم: "مَن تعبَّد منكم على ما رَسمتُ له في هذا الهيكل أربعين سنةً مُخلصاً، جاءه الوحيُ من الله - عزَّ وجل -، ونزلت عليه الملائكة بالروح" (١).

° وأما الشريعةُ فقالوا: "إن الشريعةَ الإلهيةَ هي جبِلَّةٌ رُوحانية تبدو من نفسٍ جزئيةٍ في جسدٍ بشريٍّ بقوَّةٍ عقليّةٍ تَفيضُ عليها من النفس الكلية بإذن الله تعالى في دروس الأدوار، وقرآن من القرآنات، وفي وقتٍ من الأوقات" (٢).

° ويوضِّحُ السِّجستاني أبو يعقوب إسحاقُ الداعي الإسماعيلي أيامَ المُعِزِّ لدين الله: "إنَّ النبوَّةَ لا تَحدُث بغتةً في قلبِ النبي، بل جُزءٌ، وعملٌ بعد عمل، وزيادةٌ بعد نُقصان، ونُقصانٌ بعد زيادة إلى أن يكمُلَ كونُها فتظهر مصوَّرةً مُجلاَّةً، فلا تزالُ في ارتفاع إلى أن تبلغَ منتهاه في الرِّفعة" (٣).

° وأخطر مِن ذلك ما صَرَّح به السِّجستاني أيضاً تحت عنوان "كيفية قبول الرسالة من المرسِل"، فيقول: "إن القبولَ قَبولان: قبولُ سمع، وقبولُ


(١) أيضاً الرسالة الخامسة من العلوم الناموسية - الرسالة السادسة والأربعون (ص ١١٦، ١١٧).
(٢) أيضًا (ص ١٢٩).
(٣) "كتاب إثبات النبوءات" للسجستاني، الفصل التاسع من المقالة السادسة (ص ١١١) ط بيروت - لبنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>