للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملائكة الرحمن، الذي خُصِّص بسفارةِ الرب إلى أنبيائه، ونزولِ كلامه إلى رسله، بل هو إما عبارةٌ عن أحد العقولِ العَشَرة أو عن الخيال، أو البَشَرِ الذي يزعمُ الإسماعيلية أنه كان يعلِّمُ اَلرسولَ - صلى الله عليه وسلم -.

عياذاً بالله مِن اتِّهام الكَفَرة المخالِفين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، المعادِين له ولدعوته التي كان يدعو بها بأمرٍ من الله ووحيه، الذين أخبَرَ عنهم الربُّ تبارك وتعالى بقوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: ١٠٣]، وأنهم: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: ٣٠].

° فيقولون: "إن الإمامَ نَفْس، وجبرائيلَ عَقلُ المُكنَى عنه بالخيال" (١).

° وأما السِّجستاني فيقول: "إن جبرائيلَ كنايةٌ عن ثقة الله الذي لا يُجاوِزُه ولا يَعدُوه" (٢).

° وأما كون جبرائيلَ بشراً، فصَرَّح به الداعي الإسماعيلي طاهرُ بنُ إبراهيم الحارثي اليماني: "وكان العقلُ العاشرُ هو المحتجِبُ لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، المؤيِّد له، الناظرُ إليه، المُمْدِدُ له بواسطةِ الجدِّ والفتحِ والخيال عند كماله وبلوغه رتبةَ الحِجابية؛ لأن كلَّ ناطقٍ ووَصِيٍّ وإمامٍ لا بدَّ له من التعليم والترقِّي رُتبةً رتبةً، كما قال الله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: ٧٨]، فكان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -آحذاً من أُبىِّ بنِ كعبٍ في حال تعليمه ابتداءً، وهو المَكنِيُّ عنه بجبرائيل" (٣).


(١) "كنز الولد" للحامدي (ص ١٦٥).
(٢) "كتاب الافتخار" للسجستاني (ص ٤٤).
(٣) "الأنوار اللطيفة" الفصل الثاني في السرادبي الثالث (ص ١٢٦، ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>