للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعناه أن أُبَيَّ بنَ كعبٍ هو الذي كان يُعلِّمُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -عياذاً بالله- وليس هو فحسب.

بل يقولون بكلمة الكفر اكبرَ من ذلك وأعظمَ، حيث يُصرِّحون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُعلِّمُه ويُربِّيه ويُوحِي إليه خمسةٌ، لا أُبيُّ بنُ كعب وحدَه كما صرح بذلك الحامدي وغيرُه من الدعاة الإسماعيلية الكبارِ، حيث كَذَبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تَسلَّمتُ من خمسة"، وهو عَلِم ما تَسلَّمه من مراتبِ النُّطقاءِ الخمسةِ من قَبله، فأولُ مَن وقع في يدِه أبيُّ بن كعب، ورَبَّاه بحقيقةِ الوِصاية التي هي حظُّ آدم، فَعَلِمَها وقام بها، ثم رَفَعه إلى زيدِ بن عمروٍ، فربَّاه بمعاني الطهارةِ التي هي حظُّ نوح، فَعَلِمها وقام بها، ثم رَفَعه إلى عمرِو بنِ نُفيل، فربَّاه بمعاني الصلوات التي هي حظُّ إبراهيم، فعَلِمَها وقام بها، ثم رفعه عمرُو بنُ نفيل إلى زيدِ بن أسامةَ، فربَّاه بمعاني الزكاة التي هي حظُّ موسى، فَعَلِمها وقام بها، ثم رفعه إلى بحيرا الراهب، فربَّاه بمعاني الصيام الذي هو حَظُّ عيسى، فعَلِمَها وقام بها، ثم رفعه إلى حُجَّةِ صاحب الوقت التي هي خديجةُ بنتُ خويلد، وذلك بعد مزاوجته لها، وقد صار ماهراً في الشرائع ورموزها المراد بها، فرَفعت خديجةُ منزلتَه، وعَلَت رتبتُه في معاني الحجِّ وفرائضِه وسُنَنِه الذي هو حظُّه وَقِسْمُه من دعائمِ الدين.

ثم أَمَرها إمامِ الوقت بتسليم وديعته إليه، من الرسالة والنبوة، فهؤلاء النُّطقاء الخمسةُ الذين تسلَّم منهم، والخمسةُ التي هي بينه وبين ربّه .. أي بينه وبين إمام زمانه مُربِّيه وكفيلِه، فهم: أُبَي بن كعب، وزيدُ بنُ عمرو، وعمرو بنُ نفيل، وزيدُ بن أسامة، وبَحِيرَا الراهب (١).


(١) "كنز الولد" للحامدي الباب الحادي عشر بعنوان (القول على الحدود العلوية والسفلية =

<<  <  ج: ص:  >  >>