للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استَعبدهم بذلك عاجلاً، وجَعَلهم له في حياتِه ولذريَّته بعد وفاته خَوَلاً (١)، واستباح بذلك أموالهم بقوله: {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: ٢٣]، فكان أمرُه معهم نَقْدًا وأمرُهم معه نَسِيئة، وقد استَعجل منهم بَذْلَ أرواحِهم وأموالِهم على انتظار موعودٍ لا يكون، وهل الجنةُ إلاَّ هذه الدنيا ونعيمُها؟ وهل النارُ وعذابُها إلاَّ ما فيه أصحابُ الشرائع من التعبِ والنصَبِ في الصلاة والصيام والجهاد والحج؟ ".

° ثم قال لسليمانَ بنِ الحسن في هذه الرسالة: "وأنت وإخوانُك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس، وفي هذه الدنيا ورثتم نعيمَها ولذَّاتِها المحرمةَ على الجاهلين المتمسكّين بشرائعِ أصحابِ النواميس، فهينئاً لكم ما نِلْتُم من الراحة عن أمرهم".

وفي هذا الذي ذكرناه دلالةٌ على أن غَرضَ الباطنيةِ القولُ بمذاهبِ الدهرية واستباحة المحرَّمات وترك العبادات" (٢).

فانظرْ ما يقول المنتسِبُ زُورًا إلى أولاد النبي -وهو عدوُّهم على الحقيقة-، المُكفِّرُ للصحابة -وعلى رأسهم الصِّديق- إلى تلميذه الشقيِّ، في هذه الرسالة التي فضحت شأنَ الإِسماعيلي والقِرْمطي -وكلاهما غبيّ-:

أتطمَعُ أنتَ في جنَّات عدنٍ ...... وأنت عَدُوُّ أولادِ النبيْ

وهُمْ تركوك أَشْقى من ثمودٍ ...... وهُم تركوك أفصحَ مِن دَعي

وفي نار الجحيم غداً سَتَصلي ..... إذا عَادَاك سيدِّنا النبيْ


(١) الخَوَل: الخدم والأتباع.
(٢) "الفرق بين الفرق" (٢٩٤ - ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>