للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° ثم انهمك في الفسوق والفجور، وجَهر بالمنكر والفحشاء مع الباغية الطاغية "قرة العين"، وعاش معها عِيشةً فاجرةً مع زواجها من المُلاَّ محمد وعدم طلاقه إياها ظاهرًا، عيشةَ الدُّيوثة حيث يراها تلعبُ بهذا وذاك مع جَعلها إياه سيدًا لجسمها، ومالكًا لعِرضها، ويظهرُ من سيرته وحياته أنه كان غريقًا في الفجور إلى حدٍّ لم يكن ليفرِّق بين الرجالِ والنساء، وعباراتُ "نقطة الكاف" في كثير من المواضع تشيرُ إلى هذا، وخاصةً عند ذِكره وذِكر المِرزة "يحيى صبح الأزل": "لَمَّا رأى البافروشي المرزة يحيى، ورأى حُسنَه وجمالَه سُرَّ جدًّا، واستقبله استقبالاً حافلاً للغاية، وذهب به بعيدًا عن الأصحاب، وأظهر له لُطفَه ومودته، فحادثه مُدَّةً، وأنشأ خُطبةً في حُسنِه وجماله وأوصافه، وأخذ يُغنِّي بلحن يُحيي الأموات مِثل نفخ عيسى في الأرواح، وزَرعَ بَذْرَ حُبِّه في مزرعة قلبه، وخَطَّ وُدَّه على لوح فؤاده، وجَذَبه إليه بالنفحات السِّرية والعلنيَّة، وسقاه من خَمره النادر المؤثِّر، وجَعَله سَكرانًا أبد الدهر، ولم يرجع إلاَّ وقد ظهر على المرزة يحيى آثارُ الجمال والجلال مِن طلعته البهيَّة، ثم أرسله إلى الطاهرة؛ لتلعبَ به دورَها في دَورتها، وفعلت به ما فعلت" (١)!!!.

° كلُّ هذا باسم الدِّين الجديد؛ لأنه هو الذي طهَّره من ذلك العار، وجعل له مرتبةً ومقامًا "يحقُّ له أن يحرِّمَ الحلال ويُحِلَّ الحرام" (٢).

ومَن يكن هذا شأنُه، فما لَه وللحرام؟!.


(١) "نقطة الكاف" (ص ٢٤١).
(٢) "نقطة الكاف" (ص ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>