للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقي قامت قيامتُها ببعثةِ رسول الإسلام، وبعد ١٢٧٠ سنة على وصولِ الإسلام غاية الكمال قامت قيامتُه بشجرةِ الحقيقة وشجرةِ البيان "أي: نفسه" في سنة ١٢٨٠ هـ؛ لأن الشيءَ ما لم يَبلغْ كمالَه ومنتهاه لا تقوم قيامتُه، وقيامة البيان تقوم يومَ ظهورِ مَن يُظهِرُه الله بعد وصولِه غايتَه القصوى وحَدَّه الأعلى" (١).

ومعناه أن مَن يُظهره الله لا يَظهرُ إلا بعد وصول دينِ الباب حدَّ الكمال واعتناقِ العالَم كلِّه أو جُلِّه إياه والتشبثِ بأذياله، لأنه -حَسْبَ قوله- لا تقومُ قيامةُ دينٍ ومذهبٍ إلا بعدَ وصولِه منتهى الرُّقي والتقدُّم والازدهار، ولأجل ذلك كان يتنبأُ أن إيرانَ يومًا ما ستعتنق البابية، وأن مُلوكَ العالَم يَحكمون بشريعتِه كما هو ظاهرٌ من تعليمات "البيان" وكتبه الأخرى، وهذا لم يحصلْ إلى هذا اليوم فضلاً عن ذلك اليوم الذي ادعى فيه دعواه زعيمُ البابية وأحد تلامذةِ الباب المِرزة حسين علي المازندراني.

وأكثر من ذلك أن الباب الشيرازي صرَّح أيضًا بأن عُروجَ دين البيان وكمالَه وثُمَّ قيامَتَه لا يكون إلاَّ بعد ألفَيْ سنةٍ تقريبًا، كما قال في البيان الفارسي (٢).

° وثَبَت من كلام الشيرازي إلهِ البابية الكذاب أنَّ "مَن يظهرُه الله" -حسب زَعمه- لا يَظهر إلاَّ بعدَ ١٥١١ سنة على الأقل، أو ٢٠٠١ سنة على الأكثر -كما جاء في بيانه الفارسي والعربي-، غيرَ أن المِرزة حسين علي أحدَ تلامذة الشيرازي لم يَصبر على هذا أكثرَ من عشرين سنة، وكَذَب على


(١) انتهى ملخصًا من الباب السابع، الواحد الثاني من "البيان" الفارسي للشيرازي.
(٢) "البهائية" لإحسان إلهي ظهير (ص ٢٩١ - ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>