للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِسلام، ومحامي المسلمين في القارة الهندية، فقد جرى بينه وبين الغلام القادياني عدةُ مناظراتٍ ومناقشاتٍ تحريرية وتقريرية، ودومًا كان الانتصارُ حليفًا لرجلٍ إلهي (١)، وبطل الإسلام، فاستشاط من ذلك المتنبي القادياني غضبًا، وأصدر نشرةً سنة ١٩٠٧ م، وبتاريخ ١٥ إبريل بالضبط، وكتب فيها ما يلي: "بسم الله الرحمن الرحيم: نحمدُه ونصلِّي على رسوله الكريم، {وَيَسْتَنْبِئونَكَ أَحَقٌ هوَ قلْ إِي وَرَبِّي إِنه لَحَق} [يونس: ٥٣]. إلى خدمة الأستاذ ثناء الله.

السلامُ على مَن اتَّبع الهدى، من زمانٍ وأنا أُكَذَّبُ وأُفَسَّقُ في مجلَّتكم "أهل حديث"، ودائمًا تسمونني في مجلتكم هذه "ملعونًا كذابا"، و"دجالاً مفسدًا"، وتُشهِرُني في العالم بأني مفتري كذابٌ دجَّال، وأَفتري في دعواي المسيحية، فأنا تأذَّيتُ منك كثيرًا وصبرت، ولكني لَمَّا رأيتُ نفسي بأني مأمورٌ لنشر الحقِّ، وأنت تمنعُ العالَم من التوجُّه إليَّ بسبب افتراءاتك عليَّ إنْ أنا كذَّاب ومفتري، كما تذكرني في مجلتك، فأهلِكُ في حياتك؛ لأني أعلمُ أن عمْرَ الكذَّابِ والمفسدِ لا يكونُ طويلاً، بل هو يموت خائبًا في حياةِ أشدِّ أعدائِه بالذِّلة والهوان، وتكون في موته منفعةٌ لعباد الله، حيث لا يُضِلُّهم، فإن لم أكن كذابًا ومفتريًا، بل أكون متشرِّفًا بمخاطبة الله والمكالمةِ معه، وأكون مسيحيًّا موعودًا، فأدعو أن لا تنجوَ من عاقبةِ المكذِّبين، حسبَ سُنةِ الله فأعلن: إن لم تمتْ أنت في حياتي بعقابِ الله، الذي لا يكونُ من عند الله محضًا، مثل أن يموتَ بمرضِ الطاعون أو الكوليرا، فلن أكون مرسلاً من الله تعالى، وهذا لا أقولُ نبوءة، بل طلبتُ القضاءَ من الله


(١) هكذا سمّاه العلاّمة الشيخ محمد رشيد رضا في مجلته "المنار".

<<  <  ج: ص:  >  >>