للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول بخَلق القرآن، فاعتصَمَ المعتصِمُ ببدعةِ القدريَّة فقتله (١)، ثم نَدِمَ على قتلِه، وعاتَبَ ثمامة، وابن أبي دُواد، وابنَ الزيات في ذلك، وكانوا أشاروا عليه بقتله.

° فقال له ابنُ الزيَّات: "وإن لم يكن قتلُه صوابًا، فقَتَلني اللهُ بين الماء والنار".

° وقال ابن أبي دُؤَاد: "حَبَسَني الله في جِلْدِي إن لم يكن قتلُه صَوَابًا".

° وقال ثمامة: "سَلَّط اللهُ تعالى عَليَّ السيوفَ إن لم تكن أنتَ مصيبًا في قتله".

فاستجاب الله تعالى دعاءَ كلِّ واحدٍ منهم في نفسه:

أمَّا ابنُ الزيَّات، فإنه دخل في الحمَّام وسَقَط في أتونه، فمات بين الماء والنار (٢).

وأمَّا ابنُ أبي دُوَاد، فإن المتوكِّلَ - رحمه الله - حَبَسه، فأصابه في حبسه الفالجُ، فبَقِيَ في جلده محبوسًا بالفالج إلى أن مات.

وأما ثمامةُ، فإنه خرج إلى مكة، فرآه الخزاعيُّون بين الصفا والمروة، فنادى رجلٌ منهم فقال: "يا آلَ خُزَاعة، هذا الذي سَعى بصاحبكم أحمدَ بنِ نصر، وسعى في دمِهِ" .. فاجتمع عليه بنو خزاعة بسيوفهم حتى قتلوه، ثم أخرجوا جِيفتَه من الحرَم فأكلته السِّباع خارجًا من الحرم، فكان كما قال الله


(١) أي: قَتَلَ المَرْوَزِيَّ.
(٢) في "العبر" (١/ ٤١٤): "قبض عليه المتوكل وعذبه وسجنه حتى هلك في سنة ٢٣٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>