للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخرَّج ابنُ سينا.

° يقول الدكتور "إبراهيم مدكور": "وقد كان فلاسفةُ الإسلام حريصين كل الحرصِ على أنْ يُوفِّقوا بين الفسلفةِ والدِّين، وبين العقلِ والنقل .. وبَيَّنوا الدينَ في اختصارٍ على أساسٍ عقلي، فكوَّنوا نظريةَ "النبوَّة" التي هي أهمُ محاولةٍ قاموا بها للتوفيق بين الفلسفةِ والدين .. والفارابيُّ هو أوَّلُ مَن ذَهَب إليها، وفَصَّل القولَ فيها، وقد كَتَب الفارابيُّ كتابًا سمَّاه "آراء أهل المدينة الفاضلة"، جارى فيه أفلاطون في كتابه "الجمهورية" إلى حَد كبير، وَيحوِي كثيرًا من الآراء الأفلاطونية التي ضمَّنها نظريتَه في النبوُّة" (١).

° وتظهرُ تفاصيلُ هذه النظرةِ إلى "النبوَّة" عند الفارابي فيما وَضعَه من شروطٍ لرئيسِ مدينتِه الفاضلة حيث يقول في ذلك: "وإذا جُعِلتِ الهيئةُ الطبيعيةُ (٢) مادةَ العقلِ المنفعل (٣) الذي صار عقلاً بالفعل (٤)، والمنفعلُ ماد


(١) "في الفلسفة الإسلامية .. منهج وتطبيق" للدكتور إبراهيم مدكور - (ص ٦٩ - ٧٠) - دار المعارف.
(٢) هي النفسُ الناطقةُ القابلةُ للإدراك، والتي هي مادةُ العقلِ المنفعل .. انظر "المدينة الفاضلة" للفارابي (ص ٧٤) تأليف الدكتور علي عبد الواحد، وهو عبارة عن نصوصٍ نقَلَها المؤلفُ من كتاب "آراء أهل المدينة الفاضلة" للفارابي، ثم شرحها وعَلق عليها.
(٣) العقلُ المنفعلُ عندهم هو العقلُ في حالةِ تقبله للصور الذهنية .. انظر "المعجم الفلسفي" (ص ١٢٠).
(٤) ذهب أرسطو إلى أن هناك عقلاً بالفعل وعقلاً بالقوة، فأحدُهما فاعل، والآخر منفعل، ولا يستغني واحدٌ منهما عن الآخر. وذهب شُرَّاحُ فلسفتِه المُتأخرون إلى تسميةِ "العقل" بالفعل "عقلاً فَعَّالاً"، وأغدقوا عليه صفاتٍ تسمُو به على عالَم المادة وتُبرئه من الفناء .. وذهب "الفلاسفةُ المنتسبون إلى الإسلام إلى عَدِّ العقل الفعَّال في نهايةِ سلسلةِ العقول =

<<  <  ج: ص:  >  >>