للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لطيفٌ بعباده، فأبقى لهم النبوةَ العامةَ التي لا تشريعَ فيها .. "، إلى سائر ما ذكره من هذا النمط من الحطِّ على الأنبياء، حتى في الكتاب المذكور: "أنه لا شيءَ لهم -أي: الأنبياء- من النظر، بل عقولُهم ساذجة قال: "يدلُّك على سذاجتها قولُ عُزير: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة: ٢٥٩]، ليس لهم إلاَّ ما يتلقَّونه من المَلَك ثم يُلقُونه" (١) .. " اهـ.

° قال عبد القادر السندي: "قلت: هذا الكفرُ الصريح لمَ يصدُرْ عن أحدٍ من الفِرَقِ الكفريةِ الضَّالَّة مِثلُه إلاَّ هذا الزنديقِ المارقِ، كما ترى قولَه واضحًا جليًّا -الذي نقله العَلاَّمة المَقْبَلي من "فصوصه"- بهذه الجُرأة الكافرة الفاجرة التي اتَّسم بها في تفضيلِه الولايةَ التي في نظرِه ونظرِ أتباعِه -أهلِ الزيغ والفساد- بذلك الدليلِ الباطل الذي ساقه في تفضيل الولاية على النبوة، ثم طَعنِه في الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بقوله: "إن عقولَهم ساذجة".

ربما يَقصِدُ ابنُ عربي من كلمتِه الخبيثة مشيرًا إلى الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام - والتي نَقَلها عن "فصوصه" الكفريِّ والإِلحادي العلامة المَقْبَلي في "العَلَم الشامخ": "لا شيءَ لهم من النظرِ، بل عقولُهم


(١) لعن الله من يقول: إن عقول الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - والرسل ساذجة، بل إنهم أرفع وأعظم منزلة وأسمى مكانة أعطاهم الله تعالى إياهم، وقد اختارهم واصطفاهم ربهم جل وعلا على حمل هذه الأمانة المقدسة التي أدَّوها بالوفاء والتمام والشمول لما علم منهم جل وعلا بعلم أزلي أبدي صفاء العقول والضمائر ونقاء قريحتهم الفطرية، لم يسبق أحد إليها قبلهم ولا بعدهم، مع تفضيله إياهم على سائر الكائنات، وابن عربي هو القائل: "وخُضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله .. ".

<<  <  ج: ص:  >  >>