للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البشر التي كثيرًا ما تكونُ أعرافًا خاطئةً.

° ونحنُ نَرفضُ قولَه بعد ذلك: "ولا شكَّ أن ذلك يَزيدُ كثيرًا في أهميَّةِ الشريعة الإِسلامية" (١).

° ونرفضُ قولَه: "وَيجعلُ دراستَها دراسةً علميةً في ضَوءِ القانون المقارَن أمرًا ضروريًّا، لا من الناحيةِ النظرية فحسب، بل كذلك من الناحية العلمية التطبيقية" (٢)!!.

أمَّا أولاً: فلأَنَّ جَعْلَ الشريعةِ الإِسلاميةِ المَصْدَرَ الثالثَ ظُلْمٌ للشريعة الإِسلامية وانتقاصٌ من حقِّها، وتقديمٌ لقوانينِ البشر وأعرافِهم على شريعةِ ربِّهم، لا كما يقول السنهوريُّ من أنه يَزيدُ من أهميتها!!.

ثانيًا: لأنَّ الشريعةَ الإِسلاميةَ لا تُدْرَسُ في ضَوءِ القانونِ المقارَن بحيث يُهيمنُ عليها، ويَنتقصُ منها، وهي الشريعةُ التي أُنزلت حاكمةً على الشرائع كلِّها والقوانينِ والكُتبِ السماويةِ السابقةِ وغيرِ السماوية.

وثالثًا: لأنَّ النتيجةَ التي يُمكنُ تَحقيقُها من وراءِ كلِّ هذا محدودةُ الأهمية، بل تكادُ تكونُ سَرابًا -كما يقول الدكتور "توفيق فرج" أحد رجال القانون-، وُيعلِّلُ ذلك بقوله: "ذلك أن التشريعَ في الدولةِ الحديثةِ يكادُ يَستوعبُ كلَّ شيء، وإذا وُجد مجالٌ يُحتمل أن تقومَ فيه بعضُ الثغرات، فإن العُرفَ من وراءِ التشريع مُحيط به في شِبْهِ شُمولٍ، ولا يَبقى لمبادئِ الشريعةِ إلاَّ النَّزْرُ اليسير" (٣).


(١) المصدر السابق.
(٢) المصدر السابق.
(٣) "المدخل للعلوم القانونية" للدكتور توفيق فرج (ص ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>