للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لباساً يعصيه فيه أم لباس التقوى؟ وهل يختار من الثياب أحشمه وأقربه رضى لله أم أقربه رضى للناس؟ ولو لليلة واحدة ليلة العرس .. أو حفلة عرس. هل يطيق أن يسخط الله عليه ويُعرِض عنه هذه الليلة؟

ما أرحمك يا الله وما أرأفك يا رسول الله بالمسلم أعطيته صمامات أمان ليواجه الدنيا دون أن يخشى أن تهلكه .. إذا اعتصم بالسنة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيْبُهُ) (١)

لذا فقد أعطانا مفاتيح الخير ومغاليق الشر لئلا نصيب الذنب فيضيّق علينا الرزق.

وبعد هذه المعاني كلها والأحوال التي سيمر بها المسلم إن تلّفظ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه وانشغل بها قلبه وانفعلت الجوارح وفقها ... أليس يستحق (غفر الله ذنبه)! إنه عطاء فوق عطاء مع أن المعطي الحقيقي هو من أعطاه مفتاح الخير الذي يحجبه عن الخطأ والنسيان والغفلة فهو عطاء من الله ورسوله لا نستحقه وثواب على عطاء الخالق المنعم الرزاق. سبحانه هو المتفضل فوق فضله والمنعم الذي يجب ألا يغفل عنه كل ذي لبّ.


(١) صحيح ابن حبان حديث: ٨٧٢.

<<  <   >  >>