للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بمثل صنيعته! لماذا؟ لسبب بسيط أنه عاب على أخيه المسلم فابتلاه الله بالعيب ذاته! لماذا؟ كي يتعظ ولا يعود لمثل فعلته من نقد وتجريح وفضيحة أو مذمة.

صورٌ كثيرة تمر في خاطرنا لأنها مشاهد متكررة في الواقع. مئات المواقف تدمع لها العيون وتأنف النفس من معاينتها، وكأن الرحمة قد نُزعت من قلوب العباد. وغدا كل شخص يتحيّن الفرص لتتبع عورات الناس والتلذذ بنشرها أمام العباد، وكأنه حكيم زمانه، الكامل صفاته.

لقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحال الواجب التلّبس به عند مشاهدة ابتلاء بمرض أو ذنب .. إنه حال الإحساس بالافتقار إلى الله والخوف من أن يمَسَّك هذا البلاء .. إنه شعور الفضل لله أن عافاك .. إنه الحمد والثناء على الله. فعافيتك ليست جزءاً من جميل خصالك أو حسن أخلاقك أو بقدرتك. إنه فضل من الله وحسب. ولو شاء الله لكنت مكان هذا المبتلى. إنه شعور الخوف من أن يصيبك ما أصابه، والجزع إلى الله مع الحمد والامتنان لمنته وفضله في العافية. ومن ثمّ فإن من يعلم ذلك ويستشعره لا يمكن أن تنقدح في نفسه شماتة أو يلجأ لنشر هذا

<<  <   >  >>