للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال البيهقي رواته ثقات إلا أنّه روي موقوفا (١).

والسبب الذي من أجله ضعّفه لا يعتبر سببا قويا قويا لتضعيف الحديث، فكونه روي موقوفا، وروي مرفوعا، ليس سببا موجبا لتضعيفه، خاصة وأن الذي رفعه ثقة ثبت، بل إن روايته مرفوعا وموقوفا تعتبر سببا موجبا لقوة الحديث.

يقول ابن حزم بعد أن ساق رواية النسائي: "وهذا إسناد صحيح، ولا يضر إسناد ابن جريج له، أن وقفه معمر (٢)، ومالك، وعبيد الله، ويونس، وابن عيينة (٣)، فابن جريج (٤) لا يتأخر عن أحد من هؤلاء في الثقة والحفظ". ثم قال: "والزهري (٥) واسع الدراية، فمرة يرويه عن سالم عن أبيه، ومرة عن حمزة عن أبيه، وكلاهما ثقة.

وابن عمر كذلك مرة رواه مسندا، ومرة روي أن حفصة أفتت به، ومرة أفتى به هو".

ثم يقول: "وكل هذا قوة للخبر" (٦).


(١) انظر تحقيق ابن حجر للحديث في (تلخيص الحبير ٢/ ١٨٨)، فمنه نقلنا، والحديث رواه غير النسائي: أبو داود والترمذي وابن ماجه، أقول: وقد وهم ابن رشد إذ عزاه في بداية المجتهد (١/ ٣٠١) إلى البخاري.
(٢) هو معمر بن راشد بن أبي عمرو الأزدي، فقيه حافظ للحديث، ولد في البصرة (٩٥ هـ)، وسكن اليمن، وتوفي بها (١٥٣ هـ).
راجع: (خلاصة تذهيب الكمال ٣/ ٤٧)، (طبقات الحفاظ ص ٨٢)، (الكاشف ٣/ ١٦٤).
(٣) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران: ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي الأعور، أحد أئمة الإسلام، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، توفي بمكة سنة (١٩٨ هـ).
راجع: (خلاصة تذهيب الكمال ١/ ٣٩٧)، (طبقات الحفاظ ص ١١٣)، (الكاشف ١/ ٣٧٩).
(٤) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ففيه الحرم الكي، وإمام أهل الحجاز بن عصره، رومي الأصل، ولد وتوفي بمكة (٨٠ - ١٥٠ هـ).
راجع: (خلاصة تذهيب الكمال ٢/ ١٧٨)، (الكاشف ٢/ ٢١٠)، (طبقات الحفاظ ص ٧٤).
(٥) هو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب، من بني زهرة كلاب من قريش، أول من دون الحديث، وأحد كبار الحفاظ والفقهاء، تابعي من أهل المدينة، عاش ما بين (٥٨ - ١٢٤ هـ).
راجع: (خلاصة تذهيب الكمال ٢/ ٤٥٧)، (الكاشف ٣/ ٩٦)، (طبقات الحفاظ ص ٤٢).
(٦) المحلى (٦/ ١٦٢).

<<  <   >  >>