للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة الزخرف {وَإِذا بشر أحدهم بِمَا ضرب للرحمن مثلا} من كَونه سُبْحَانَهُ جعل لنَفسِهِ الْبَنَات وَالْمعْنَى إِذا بشر أحدهم بِأَنَّهَا ولدت لَهُ بنت أغتم لذَلِك وَظهر عَلَيْهِ أَثَره وَهُوَ معنى قَوْله {ظلّ} أَي صَار {وَجهه مسودا} بِسَبَب حُدُوث الْأُنْثَى لَهُ حَيْثُ لم يكن الْحَادِث لَهُ ذكرا مَكَانهَا {وَهُوَ كظيم} شَدِيد الْحزن كثير الكرب مَمْلُوء مِنْهُ {أَو من ينشأ فِي الْحِلْية} النشوء التربي والحلية الزِّينَة وَهِي للْأُنْثَى أَي أيجعلون لله الْأُنْثَى الَّتِي تتربى فِي الزِّينَة لنقصها إِذْ لَو كملت فِي نَفسهَا لما تكملت بالزينة {وَهُوَ فِي الْخِصَام غير مُبين} أَي عَاجز عَن أَن يقوم بِأَمْر نَفسه وَإِذا خوصم لَا يقدر على إِقَامَة حجَّته وَتَقْرِير دَعْوَاهُ وَدفع مَا يُجَادِل بِهِ خَصمه لنُقْصَان عقله وَضعف رَأْيه

وَفِيه أَنه جعل النشأة فِي الزِّينَة من المعايب فعلى الأولى أَن يجسب ذَلِك قَالَ قَتَادَة قَلما تَكَلَّمت امْرَأَة بحجتها إِلَّا تَكَلَّمت بِالْحجَّةِ عَلَيْهَا قَالَ ابْن عَبَّاس فِي الْآيَة هُوَ النِّسَاء فرق بَين زيهن وزي الرِّجَال ونقصهن من الْمِيرَاث وبالشهادة وأمرهن بالقعدة وسماهن الْخَوَالِف

١٦١ - بَاب مَا نزل فِي دُخُول الْأزْوَاج الْجنَّة مَعَ بعولتهن

{الَّذين آمنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسلمين ادخُلُوا الْجنَّة أَنْتُم وأزواجكم تحبرون}

قَالَ تَعَالَى {الَّذين آمنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسلمين ادخُلُوا الْجنَّة} أَي يُقَال لَهُم ذَلِك {أَنْتُم وأزواجكم} أَي نِسَاؤُكُمْ الْمُؤْمِنَات وَقيل قرناؤهم من الْمُؤمنِينَ

<<  <   >  >>