للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت حَتَّى يحكم الله وَرَسُوله فِينَا ثمَّ جِئْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ فَمَا بَرحت حَتَّى نزل الْقُرْآن فتغشى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانَ يتغشاه ثمَّ سري عَنهُ فَقَالَ لي يَا خَوْلَة قد أنزل الله فِيك وَفِي صَاحبك ثمَّ قَرَأَ عَليّ {قد سمع} إِلَى قَوْله {عَذَاب أَلِيم} فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مريه فليعتق رَقَبَة قلت يَا رَسُول الله مَا عِنْده مَا يعْتق قَالَ فليصم شَهْرَيْن مُتَتَابعين قلت وَالله أَنه لشيخ كَبِير مَا بِهِ من صِيَام قَالَ فليطعم سِتِّينَ مِسْكينا وسْقا من تمر قلت وَالله مَا ذَاك عِنْده قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَنا سأعينه بعرق من تمر فَقلت وَأَنا يَا رَسُول الله سأعينه بآخر قَالَ قد أصبت وأحسنت فاذهبي وتصدقي بِهِ ثمَّ استوصي بِابْن عمك خيرا قَالَت فَفعلت وَفِي الْبَاب أَحَادِيث {الَّذين يظاهرون} الظِّهَار شرعا أَن يَقُول الرجل لامْرَأَته أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي وَأَنت مني أَو معي أَو عِنْدِي كَظهر أُمِّي وَلَا خلاف فِي كَون هَذَا ظِهَارًا فَإِن قَالَ كَظهر ابْنَتي أَو أُخْتِي وَنَحْوهمَا من ذَوَات الْمَحَارِم فَذهب مَالك وَأَبُو حنيفَة إِلَى أَنه ظِهَار وَقَالَ قوم بل يخْتَص الظِّهَار بِالْأُمِّ وَحدهَا وَالظَّاهِر أَنه إِذا قصد بذلك وَبِقَوْلِهِ أَنْت عَليّ كرأس أُمِّي أَو يَدهَا أَو رجلهَا أَو نَحْو ذَلِك الظِّهَار كَانَ ظِهَارًا {مِنْكُم من نِسَائِهِم مَا هن أمهاتهم إِن أمهاتهم إِلَّا اللائي ولدنهم} والمرضعات ملحقات بِهن بِوَاسِطَة الرَّضَاع وَكَذَا أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزِيَادَة حرمتهن وَأما الزَّوْجَات فأبعد شَيْء من الأمومة {وَإِنَّهُم ليقولون مُنْكرا من القَوْل وزورا وَإِن الله لعفو غَفُور} إِذْ جعل الْكَفَّارَة عَلَيْهِم مخلصة لَهُم من هَذَا الْكَذِب {وَالَّذين يظاهرون من نِسَائِهِم ثمَّ يعودون لما قَالُوا} اخْتلف فِي تَفْسِير الْعود على أَقْوَال فَقيل هُوَ الْعَزْم على الْوَطْء وَقيل هُوَ الْوَطْء نَفسه وَقيل هُوَ تَكْرِير الظِّهَار

<<  <   >  >>