للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدْخل فِيهِ الذّكر وَالْأُنْثَى {وَأَوْلَادكُمْ عدوا لكم} يَعْنِي أَنهم يعادونكم ويشغلونكم عَن الْخَيْر وَعَن طَاعَة الله أَو يخاصمونكم فِي أَمر الدَّين وَالدُّنْيَا {فاحذروهم} أَن تطيعوهم فِي التَّخَلُّف عَن الْخَيْر قَالَ مُجَاهِد مَا عادوهم فِي الدُّنْيَا وَلَكِن حملتهم مَوَدَّتهمْ على أَن اتَّخذُوا لَهُم الْحَرَام فأعطوهم إِيَّاه {وَإِن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فَإِن الله غَفُور رَحِيم} عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ هَؤُلَاءِ رجال أَسْلمُوا من أهل مَكَّة وَأَرَادُوا أَن يَأْتُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأبى أَزوَاجهم وَأَوْلَادهمْ أَن يَأْتُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا أَتَوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَوْا النَّاس قد فقهوا فِي الدَّين فَهموا بِأَن يعاقبوهم فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح {أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} أَي بلَاء واختبار وشغل عَن الْآخِرَة ومحنة يحملونكم على كسب الْحَرَام وتناوله وَمنع حق الله والوقوع فِي العظائم وغصب مَال الْغَيْر وَأكل الْبَاطِل وَنَحْو ذَلِك فَلَا تطيعوهم فِي مَعْصِيّة الله

وَعَن بُرَيْدَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب فَأقبل الْحسن وَالْحُسَيْن وَعَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ يمشيان ويعثران فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمِنْبَر فحملهما وَاحِدًا من ذَا الشق وواحدا من ذَا الشق ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَقَالَ صدق الله الْعَظِيم {أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} إِنِّي لما نظرت إِلَى هذَيْن الغلامين يمشيان ويعثران لم أَصْبِر أَن قطعت كَلَامي وَنزلت إِلَيْهِمَا أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي شيبَة

<<  <   >  >>