للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٩٠ - بَاب مَا نزل فِي فتْنَة الْمُؤْمِنَات

{إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ثمَّ لم يتوبوا فَلهم عَذَاب جَهَنَّم وَلَهُم عَذَاب الْحَرِيق}

قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة البروج {إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} أَي حرقوهم بالنَّار فِي الْأُخْدُود وَقَالَ الرَّازِيّ يحْتَمل أَن يكون المُرَاد كل من فعل ذَلِك قَالَ وَهَذَا أولى لِأَن اللَّفْظ عَام وَالْحكم بالتخصيص ترك الظَّاهِر من غير دَلِيل {ثمَّ لم يتوبوا} من قبح صنعهم وَلم يرجِعوا عَن كفرهم وفتنتهم {فَلهم} فِي الْآخِرَة {عَذَاب جَهَنَّم} بِسَبَب كفرهم {وَلَهُم} عَذَاب آخر وَهُوَ {عَذَاب الْحَرِيق} قَالَ مقَاتل وَمَفْهُوم الْآيَة أَنهم لَو تَابُوا لخرجوا من هَذَا الْوَعيد

١٩١ - بَاب مَا نزل فِي خلق الْوَلَد من مني الْوَالِد والوالدة

{فَلْينْظر الْإِنْسَان مِم خلق خلق من مَاء دافق يخرج من بَين الصلب والترائب إِنَّه على رجعه لقادر}

قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة الطارق {فَلْينْظر الْإِنْسَان مِم خلق خلق من مَاء دافق} وَهُوَ الْمَنِيّ والدفق الصب أَرَادَ سُبْحَانَهُ مَاء الرجل وَالْمَرْأَة لِأَن الْإِنْسَان مَخْلُوق مِنْهُمَا لَكِن جَعلهمَا مَاء وَاحِدًا لامتزاجهما ثمَّ وصف هَذَا المَاء فَقَالَ {يخرج من بَين الصلب والترائب} أَي صلب الرجل وترائب الْمَرْأَة والترائب جمع تريبة وَهِي مَوضِع القلادة من الصَّدْر وَالْولد لَا يكون

<<  <   >  >>