للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[@ ٦١ @ الرشيد فناظر عَليّ بن الْحُسَيْن الْوَاقِدِيّ ذَات يَوْم فَقَالَ لَهُ إِن فِي كتابكُمْ مَا يدل على أَن عِيسَى جُزْء من الله وتلا هَذِه الْآيَة أَي قَوْله {وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم وروح مِنْهُ} فَقَرَأَ لَهُ الْوَاقِدِيّ {وسخر لكم مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض جَمِيعًا مِنْهُ} وَقَالَ إِذن يلْزم أَن يكون جَمِيع تِلْكَ الْأَشْيَاء جُزْءا مِنْهُ سُبْحَانَهُ فَانْقَطع النَّصْرَانِي وَأسلم وَفَرح الرشيد فَرحا شَدِيدا وَأعْطى الْوَاقِدِيّ صلَة فاخرة وَذَلِكَ الْوَلَد اسْمه {الْمَسِيح ابْن مَرْيَم} قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بالعبرانية مشيحا فعرب كَمَا عرب موشى بمُوسَى قَالَ فِي الْكَشَّاف هُوَ لقب من الألقاب المشرفة وَمَعْنَاهُ باللغة العبرانية الْمُبَارك إِلَى قَوْله سُبْحَانَهُ {قَالَت رب أَنى يكون لي ولد وَلم يمسسني بشر قَالَ كَذَلِك الله يخلق مَا يَشَاء} مِنْك من غير أَن يمسك بشر وَعبر هُنَا بالخلق وَفِي قصَّة يحيى بِالْفِعْلِ لما أَن ولادَة الْعَذْرَاء من غير أَن يَمَسهَا بشر أبدع وَأغْرب من ولادَة عَجُوز عَاقِر من شيخ كَبِير

٣١ - بَاب مَا نزل فِي المباهلة بدعوة النِّسَاء فِيهَا

{فَقل تَعَالَوْا نَدع أبناءنا وأبناءكم وَنِسَاءَنَا ونساءكم وأنفسنا وَأَنْفُسكُمْ ثمَّ نبتهل فَنَجْعَل لعنة الله على الْكَاذِبين}

قَالَ تَعَالَى {فَقل تَعَالَوْا نَدع أبناءنا وأبناءكم وَنِسَاءَنَا ونساءكم وأنفسنا وَأَنْفُسكُمْ ثمَّ نبتهل فَنَجْعَل لعنة الله على الْكَاذِبين} نزلت فِي قصَّة مباهلة نَصَارَى نَجْرَان والبهل اللَّعْنَة والمباهلة الْمُلَاعنَة وَالْعبْرَة بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب فَيدل على جَوَاز المباهلة مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل من حَاجَة فِي عِيسَى وَأمته أسوته

<<  <   >  >>