للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بن بويه الديلمي، فسكنها.

وكان فقيهاً شافعياً حاذقاً، ثم انتقل إلى مذهب مالك في آخر أمره، فسئل عن ذلك فقال: دخلتني الحمية لهذا الإمام المقبول على جميع الألسنة، أن يخلو مثل هذا البلد - يعني الري - عن مذهبه، فعمرت مشهد الانتساب إليه، حتى يكمل لهذا البلد فخره، فإن الري أجمع البلاد للمقالات والاختلافات في المذاهب على تضادها وكثرتها.

وكان والد أبي الحسين فقيهاً شافعياً لغوياً، وقد أخذ عنه أبو الحسين، وروى عنه في كتبه، قال ابن فارس: سمعت أبي قول: سمعت محمد عبد الواحد يقول: سمعت ثعلباً يقول: إذا أنتج ولد الناقة في الربيع ومضت أيام فهو ربع، فإذا أنتج في الصيف والربيع فهو ربعة.

وكان

الصاحب بن عباد يقول: شيخنا أبو الحسن رزق التصنيف، وأمن من التصحيف.

وله تآليف حسنة، وتصانيف حجة، فمنها كتاب المجمل في اللغة، وكتاب متخير الألفاظ، وكتاب فقه اللغة، وكتاب غريب إعراب القرآن، وكتاب في تفسير أسماء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومقدمة في النحو، وكتاب درارات العرب، وكتاب فُتيا فقيه العرب، إلى غير ذلك من الكتب.

وكان كريماً جواداً، فربما وهب السائل ثيابه وفرش بيته، وكان له صاحب يقال له: أبو العباس أحمد بن محمد الرازي المعروف بالغضبان، وسبب تسميته بذلك أنه كان يخدمه، ويتصرف في بعض أموره، قال: فكنت ربما دخلت فأجد فرش

<<  <   >  >>