للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نجا عامِر والنفْس مِنْهُ بشِدْقِه وَلم ينجُ إِلَّا جفْنَ سيفٍ ومِئزَرا

٣ - (الذّهاب فِي كل وَجه والتفرق)

صَاحب الْعين: التفرّق - خلاف التجمّع تفرّق الْقَوْم وتفارَقوا وَالِاسْم الفُرقَة ونيّة فَريق - مفَرّقة. أَبُو عبيد: تفرّق الْقَوْم شغَر بغَر - أَي فِي كل وجْه وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الإقبال. ابْن السّكيت: ذهَب الْقَوْم شِذَرَ مِذَر وشذَر مَذَر وشذَر وبَذر وتشذّر الْقَوْم - ذَهَبُوا شذَر مذَر. أَبُو عبيد: تفرّق الْقَوْم أخْوَل أخْول - أَي وَاحِدًا بعد وَاحِد وَأنْشد: يُساقطُ عَنهُ رَوْقُه ضارِياتِها سِقاط حَديد القَيْنِ أخْوَل أخْوَلا ابْن السّكيت: وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ إِذا نجل الفرَس الْحَصَى برِجْله وشَرار النَّار إِذا تتَابع. وَقَالَ: تفرّقوا أيْدي سَبا مَوْقُوف - أَي فِي كل وجْه ويُروى أَن ذَلِك اشتُقّ من سبأ حِين تفرّقَتْ عِنْد سيْل العرِم وَأنْشد: فلمّا عرَفْت اليأسَ مِنْهُ وَقد بَدا أيادِي سَبا الْحَاجَات للمُتذكّر قَالَ أَبُو عَليّ: فَأَما قَوْلهم ذهَبوا أيادي سَبا إِذا أَرَادوا الِافْتِرَاق وَقَول ذِي الرُمّة: فَيا لكِ من دارٍ تحمّل أهلُها أيدِي سَبا بعْدي فطال احتِيالُها قَالَ أَبُو العبّاس م قَالَ أيادي سَبا فأضاف أيادي إِلَى سَبا كَانَ واضِعاً الْكَلِمَة فِي غير موضعهَا وَالْقَوْل فِي ذَلِك كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ فِي مَوضِع حَال أَلا ترى أَن قَوْلك ذَهَبُوا متفرّقين فَإِذا كَانَ كَذَلِك لم تصلُح إِضَافَته لِأَنَّك إِذا أضفْت إِلَى سَبا وَهُوَ معرفَة كَانَ الْمُضَاف معرفَة وَإِذا كَانَ معرفَة وَجب أَن يكون حَالا وَحكم الْكَلِمَة فِي قَول من أضَاف فَجعل أياديَ مُضَافا إِلَى سبأ أَن يكون سبأ قد زَالَ عَن تَعْرِيفه فَصَارَت الْكَلِمَة لِكَثْرَة اسْتِعْمَالهَا جَارِيَة مجْرى مَا ذكرنَا من النكرَة فَتكون بِمَنْزِلَة علَم نُكّر بعد تَعْرِيفه وَالْوَجْه فِيهَا عِنْده أَن لَا يُقدِّر فِيهَا الْإِضَافَة

<<  <  ج: ص:  >  >>