للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على مَعْفِل أوَلا تَرَى أَن سِيبَوَيْهٍ لَمَّا ذكر إلَى اللهِ مَرْجِعُكم أَي رُجُوعكم وَأنْشد بيتَ الراعِي قَالَ بعْدَ ذَلِك إِلَّا أنَّ تفسيرَ البابِ وجُمْلَتَه على الْقيَاس كَمَا أَرَيْتك يُورِي أَن جملةَ الْبَاب الإتْيانُ بالمصَدر على مَفْعَل وبالاسم على مَفْعِل وامْرَأة طامِثٌ - فِي معنَى حائِضٍ وَقد طَمَثَتْ تَطْمِث بِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ فَأَما فِي الجِمَاع فطَمَثها يَطْمِثُها ويَطْمُثها وامرأةٌ عارِكٌ - حائضٌ - قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو العبَّاس امرأةٌ دارِسٌ كعارِكٍ وامرأةٌ عانِسٌ - تُعَجِّز فِي بُيُوت أبَوَيْها لَا تَتَزوَّج وَقد عَنَست تَعْنُس عُنُوساً وَقيل لَا يُقَال عَنَست وَلَا عَنَّست وَلَكِن عُنِّست وَرجل عانِسٌ كَذَلِك وَأنْشد الفارِسيُّ فِي التذكِرَة لأبي ذُؤَيْب حِين ذَكَر العانِسَ من النِّساء والرجالِ:

(فإِنِّي على مَا كُنْتَ تَعْهَد بَيْنَنا ... وَلِيدَيْنَ حتَّى أنْتَ أشمَطُ عانِسُ)

وَأنْشد ابْن السِّكِّيت:

(مَنَّا الَّذي هُوَ مَا إنْ طَرَّ شارِبُه ... والعانِسُونَ ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ)

وامْرَأةٌ طاهِرٌ - إِذا أردْتَ الطّهْر من الحَيْض وَقد طَهَرْت وطَهرتْ طُهْراً وطَهَارةٌ فَإِن أردْتَ أَنَّهَا نَقِيَّة من الذُّنُوب والدَّنَس قلتَ طاهِرةٌ وامرأةٌ قاعِدٌ - قَعَدت عَن الحَيْض وَكَذَلِكَ عَن الولَد ويَئِستْ مِنْهُ قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {والقَوَاعِدُ من النِّساء اللَاّتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً} [النُّور: ٦٠] وَقَالَ حميدُ بنُ ثَوْر:

(إزَاءُ مَعَاشٍ مَا يَزَالُ نِطَاقُها ... شَدِيداً وفيهَا سُؤْرةٌ وهْيَ قاعِدٌ)

السُؤْرة - البَقِيَّة فُعْلة من أسأَرْت - أَي أبقَيْت يعنِي هَاهُنَا البَقِيَّة من الشَّباب ويروى وفيهَا سَوْرة على مِثَال مَوْتةٍ - وَهِي النَّشَاط والحِدَّة فأمَّا القاعِدَة من القُعُود الَّذِي هُوَ الجُلُوس فالبهاء قالُوا امْرأةٌ قاعِدةٌ كَمَا قَالُوا جالِسَةٌ وَكَذَلِكَ سائِرُ النَّصْب وَقَالُوا امرأةٌ عاقِرٌ لَا تَلِدُ وَقد عَقَرتْ تَعْقِر وعُقِرتْ عُقَاراً وَفِي التَّنْزِيل: {وكانَتِ امْرأَتِي عاقَراً} [مَرْيَم: ٨] ويوصَف بِهِ الرجُلُ ويُقال حرْب عاقِرٌ قَالَ ذُو الرُّمَّة:

(ورَدَّ حُروباً قد لَقِحْنَ إِلَى عُقْرِ ... )

وجَارِزٌ - كقاقِرٍ وامرأةٌ بادِنٌ - سَمِينة وَكَذَلِكَ الرجُلُ قَالَ الْفَارِسِي: بَدَنَ الرجُلُ يَبْدُن بَدْناً وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَخص أَبُو عبيد بِهِ الْمَرْأَة فَقَالَ بَدَنَتْ المرأةُ وبَدُنَتْ بُدْناً وأُرَى أَنه حكى امرأةٌ بادِنَةٌ فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ مَبْنِيٌّ على الفِعْل فَهَذَا الأكثَرُ فَأَما البادنة المُسِنَّة فالبهاء والأكثَرُ مُبَدِّنة وَقد بَدَّنَت - أسنَّتْ وَكَذَلِكَ الرجُلُ وَالْمَرْأَة حامِلٌ - حُبْلَى وَكَذَلِكَ الناقَةُ وَقَالَ الفارِسيُّ: هِيَ أَيْضا فِي الحافِرِ واللازِمُ للحافِر التَّنُوخ وامرأةٌ جامِعٌ - كحامِلٍ وَكَذَلِكَ الأَتَانُ وواضِعٌ - قد وَضَعْت وامرأةٌ ناتِقٌ - كثِيرةُ الولَد وَذَلِكَ الناقَةُ والنَّاتِقُ من الماشِيَة - البَطِينُ الذَّكَر والأُنْثَى فِيهِ سَواءٌ وحانٍ - مقيمةٌ على وَلَدها بعْدَ زَوْجها وسالِبٌ - فَقَدتْ ولَدَها وَكَذَلِكَ الناقَةٌ والظَّبْية قَالَ أَبُو ذُؤَيب يَصِفُ العُقَّاب:

(فصادَتْ غَزَالاً جاثِماً بَصُرَتْ بِهِ ... لَدَى سَلَماتٍ عِنْد أدْماءَ سالِبِ)

وَامْرَأَة هابِلٌ وثاكلٌ وفاقِدٌ - إِذا فَقَدتْ وَلَدها وزوْجَهَا وَقد يُستَعْمل الفاقدُ فِي غير المَرْأة وَأنْشد الفارسِيُّ فِي الإغفال حِين أغْرَب على سِيبَوَيْهٍ بِأَنَّهُ وجَد اسمَ الفاعِل يَعْمل عَمَلَ الفِعْل وَهُوَ موْصُوف فَقَالَ وَقد وجَدْته أَنا بعد أنْ ذكر أَن سِيبَوَيْهٍ لم يُجِزْه:

(إِذا فاقِدٌ خَطْباءُ فَرْخيْنِ رَجَّعتْ ... ذكَرْتُ سُلَيْمَى فِي الخَلِيطِ المُبايِنِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>