للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ مَا لم يُسَنَّ ويَسْتَحْكِم فمذكر يقل فَرْخُ قَطاة عاتقٌ - إِذا كَانَ قد استقلَّ وطار وَأرى أَنه من السَّبْقِ لقَولهم عَتَقَتِ الفَرْسُ - إِذا سَبَقَتِ الخيلَ وفلانٌ مِعْتَاق الوَسِيقَةِ إِذا أنجاها وسَبَق بهَا (القَفَا) يذكر وَيُؤَنث والتذكير عَلَيْهِ أغْلَبُ وَأنْشد قَول الشَّاعِر:

(وَمَا المَوْلَى وَإِن غَلُظَت قَفاه ... بأَحْمَلَ للمَلَاوِمِ مِنْ حِمارِ)

وَقَالَ أَيْضا غَيره:

(وَهل جَهِلْتَ يَا قُفَيَّ التَّتْفُلَهْ ... )

وسَقَطَ إليَّ عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ هَذَا الرجزُ لَيْسَ بِعَتِيق كَأَنَّهُ قَالَ من قَول خَلَفٍ الأَحْمَر وَأرَاهُ ذهب فِي ذَلِك غ لى إِنْكَار تأنيثِ القَفَا والجمعُ أَقْفَاء وقُفِيُّ وأقْفِيَةٌ (المَعِيَ) أَكثر الْكَلَام تذكيرة وَرُبمَا ذَهَبُوا بِهِ إِلَى التَّأْنِيث فَإِنَّهُ وَاحِد دلّ على الْجمع وَفِي الحَدِيث:

(المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدَة وَوَاحِد) فَأَما قَول القَطَامي:

(حَوالبَ غُرَّزاً ومِعىً جِياعا ... )

قيل هُوَ اسْم مَكَان أَو رَمْل فَأَما قَوْلهم فِي الِاسْم رَجُلٌ مُعَيَّةٌ فإمَّا أَن يكون على تَأْنِيث المَعِي فِي الأَقَلِّ وَإِمَّا أَن يكون تصغيرُ مُعاوِيَة فِي لُغَة من قَالَ أُسَيِّدٌ (الكُراعُ والذِّراعُ) يذكران ويؤنثان وَقد قدّمت تَأْنِيث الكُراع من الحَرَّة وَمن ذكَّر الكراع والذراع حَقَّرّهما بِغَيْر الْهَاء وَمن أنثهما حقرهما بِالْهَاءِ وَإِن كَانَا رباعيين لِئَلَّا يلتبس التَّذْكِير بالتأنيث قَالَ الْفَارِسِي: فَإِذا سُمِّي بِذراع فالخليل وسيبويه يذهبان فِي صرفه قَالَ الْخَلِيل: لِأَنَّهُ كثر تَسْمِيَة الْمُذكر بِهِ فَصَارَ من أَسْمَائِهِ وَقد وصف بِهِ أَيْضا فِي قَوْلهم ثوبٌ ذراعٌ فَتمكن فِي الْمُذكر فَإِن سميت بكراع فَالْوَجْه ترك الصّرْف قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمن الْعَرَب من يصرفهُ يُشبههُ بِذِرَاع قَالَ وَذَاكَ أحب الْوَجْهَيْنِ (والإِبْهامِ) يذكر وَيُؤَنث والتذكير أَعلَى (والإِبْطُ) مُؤَنّثَة وَمِنْه قَول بَعضهم رَفَعَ السَّوْطُ حَتَّى بَرَقَتْ إبطُه والجمعُ فِيهَا آباطَ وَكَذَلِكَ إبط الرمل أَعنِي مَا اسْتَرَقَّ مِنْهُ (المَتْنُ) من الظَّهْر يذكر وَيُؤَنث قَالَ الشَّاعِر فِي التَّذْكِير:

(اليَدُ سَابِحَةٌ والرِّجْلُ ضَارِحَةٌ ... والعَيْنُ قادِحَةٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ)

وَقَالَ الشَّاعِر أَيْضا فِي التانيث:

(ومَتْنَانِ خظَاتانِ ... كزُحْلُوفٍ مِنَ الهَضْبِ)

وَأما المتنُ من الأَرْض وَهُوَ مَا غَلُطَ مِنْهَا فمذكر (اللّيْتُ) مُذَكّر وَرُبمَا أنث وختلف فِي اللَّيت فَقيل هُوَ مُتَذَبْذَبُ الفُرْط وَقيل اللِّيتانِ مَوضِع المحْجَمَتَيْنِ من القَفَا قَالَ الْأَصْمَعِي: لَيْسَ اللِّيتُ بِعُضُوٍ (العِلْبَاءُ) يذكر وَيُؤَنث وَهِي عَصَبة صَفْراء فِي صَفْحة الْعُنُق وَمن أنث ذَهَب إِلَيْهَا وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ مُذَكّر لَا غير (النَّفْسُ) إِذا عَنَيْتَ الشخصَ ذكَّرت وَإِذا عنيت الرُّوح أنثتَ والجمعُ فِيهَا أنْفُسٌ وَكَذَلِكَ الرّوح (طِباعُ الإنسانِ) يذكر وَيُؤَنث والتأنيث فِيهِ أَكثر وَهُوَ وَاحِد مثلُ النَّجَار إِلَّا أَن النَّجَار مذكرَ قَالَ أَبُو حَاتِم: والطِّباعُ مُذَكّر لَا غير غلا أَن تُتَوَهَّم الطبيعةُ (الحالُ) حالُ الإنسانِ أُنْثَى وأهلُ الْحجاز يذكرونها وَرُبمَا قَالُوا حَالَة بِالْهَاءِ وَأنْشد قَول الشَّاعِر:

<<  <  ج: ص:  >  >>