للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمَوْزُ لم يسمع فِي شَيْء مِنْهَا التَّأْنِيث وَكَذَلِكَ السِّدْرُ هَذَا إِذا كَانَ اسْما للْجِنْس قَالَ الشَّاعِر:

(تَبَدَّلَ هَذَا السِّدْرُ أَهْلاً وَلَيْتَنيِ ... أَرَى السِّدْرَ بَعْدِي كَيفَ كانَتْ بَدَائِلُه)

فَأَما من جعله جمع سِدْرة فقد قدّمت ذكر الْقيَاس فِيهِ وَكَذَلِكَ التمرة وَالتَّمْر فِيمَن ذهب بهما مَذْهَب الْجِنْس والخيلث مؤنثةٌ جماعةٌ لَا واحدَ لَهَا من لَفظهَا وَقَالَ أَبُو عبيد: واحدُها خائِلٌ وَذَلِكَ لاخْتِيَالِهِ فِي مَشيِهِ الطَّيْرُ مؤنث وَيذكر والتأنيث أَكثر وَالْوَاحد طَائِر الْأُنْثَى طائرة وَقد شرحتُ هَذَا الْفَصْل وَفِي التَّنْزِيل: {والطَّيْرُ صاَفَّاتٍ} [النُّور: ٤١] وَقَالَ الشَّاعِر فِي التَّذْكِير:

(فَلَا يَحْزُنْكَ أَيَّامٌ تَوَلَّى ... تَذَكُّرُهَا وَلَا طَيْرٌ أَرَنَّا)

والوَحْشُ جَمَاعةٌ مُؤَنّثَة وَالْجمع وُحُوشٌ وَأنْشد قَول الشَّاعِر:

(إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ فِي ظَلَلَاتِهَا ... سَوَاقِطَ من حَرِّ وَقد كانَ أَظْهَرَا)

وَكَذَلِكَ الشَّاءُ عِنْد الْأَكْثَر والهمزة بدل من الْهَاء وَقد بَين ذَلِك بِحَقِيقَة تصريفه وَمن أنثه فعلى معنى الغَنَم الإِبِلُ جمعٌ مؤنث لَا وَاحِد لَهُ من لَفْظَة والجمعُ الآبالُ والتصغير أُبَيْلَة والغَنَم والمعَزُ مؤنثان وَهِي المِعْزَى والمَعِيزُ والأُمْعُوزُ الثلاثُونَ من الظِّباءِ إِلَى مَا زادتْ والمعز تكون من الْغنم والظباء وكل ذَلِك مؤنث العَنْزُ مؤنث والجميعُ أعْنُزُ وَهُوَ يكون من الْغنم والظباء أَيْضا وجمعُ العَنْز من الظباء أعْنُزٌ وعِنَازٌ وَلَا يجمع عَنْزُ الغَنَم على عِنَازٍ وَكَذَلِكَ الضَّأْنُ والضَّأَنُ وَزعم الْفراء أَنه مطرد فِي كل مَا كَانَ ثَانِيه حرفا من حُرُوف الْحلق وَيُقَال فِي تَصْغِير الضَّأْن والمعز ضَؤَيْنٌ ومَعَيْزٌ والغَنَمُ لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا وَقَالَ الْكسَائي: الغَنَم بِالْهَاءِ وَبِغير الْهَاء وَكَذَلِكَ الشَّوْلُ فِيمَن لم يَجْعَلْ لَهُ وَاحِدًا اسْم للْجمع مؤنث وَذهب بَعضهم إِلَى أَن وَاحِدهَا شائِلٌ كطامِثٍ وحائِضٍ الْفَارِسِي: النَّبْلُ مُؤَنّثَة قَالَ وَقَالَ أَبُو عمر والنَّبْلُ واحدٌ لَا جمَاعَة لَهُ وَلَا يُقَال نَبْلَةٌ إِنَّمَا يُقَال نَبْلٌ للْجَمَاعَة فَإِذا أفردوا الْوَاحِد قَالُوا سَهْمٌ كَمَا قَالُوا إبِلٌ فَإِذا أفردوا قَالُوا نَاقَة أَو جمل وغنم فَإِذا أفردوا قَالُوا شَاة وَكَذَلِكَ كل جمع لَا وَاحِد لَهُ والمذكر النَّعَامُ والثُّمامُ والسَّمَامُ والكَلِمُ يذكر وَيُؤَنث تَقول هُوَ الْكَلم وَهِي الْكَلم وَفِي التَّنْزِيل: {يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ} [النِّسَاء: ٤٦] والمَعِدُ مؤنث وَكَذَلِكَ الحَلَقُ حَكَاهُ أَبُو حَاتِم وَقَالَ قد سمعته مذكراً فِي رجز دُكَيْن قَالَ أَبُو عَليّ: لَا يؤنث الحَلَقُ على أَنه جمع حَلْقة لِأَن فَعَلاً لَيْسَ مِمَّا يكسر عَلَيْهِ فَعْلَةٌ إِنَّمَا هُوَ اسْم للْجمع كَقَوْلِنَا فَلَكٌ جمعُ فَلْكَةٍ وَقد يجوز تذكير الحَلَقِ وتأنيثه وَذَلِكَ أَن اللحياني حكى حَلَقَةٌ وجمعُه حَلَقٌ ثمَّ قَالَ لَا يُعجبنِي وَكَانَ قَلِيلا مَا يُعْجبه نقلُ اللحياني وَقد صرح ابْن الكسيت بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام حَلَقَة بتحريك اللَّام إِلَّا جَمْعَ حالق كقاتل وقَتَلَة وفاجِرٍ وفَجَرَة وَمَا جَاءَ من الحَلَقِ فِي الشّعْر مُذَكّر قَالَ الراجز:

(يَمْشُونَ تَحْتَ الحَلَقِ المُلَبَّسِ ... )

وَقَالَ غَيره أَيْضا:

(يَنْفُضْنَ صَفُرَ الحَلَقِ المَفْتُولِ ... )

وَأنْشد الْفَارِسِي بَيْتَ دُكَيْن:

(فَصَبَّحْتُهُ سِلَقٌ تَبَرْنَسَ ... تَهْتِكُ خَلَّ الحَلَقِ المُلَسْلَس)

<<  <  ج: ص:  >  >>