للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويَخْرُجْنَ من جَعْدٍ ثَراه مُنَصَّب عَليّ: إِنَّمَا التَّنَصُّب على هَذَا تلبُّد الشْعرِ، ثَابت: العُنْوة، جُفُوف الشَّعَر والْتِبادُه وبُعْد عهدِه بالمَشْط رجل أَعْثَى وَامْرَأَة عَثْواءُ وَقد عَثِيَ شَعرُه عَثاً وَأنْشد: أَلا إنَّ جُمْلاً قد أتَى دُونَ وَصْلِها من القَوْمِ أعْثَى فِي المَنامِ دَثُورُ قَالَ أَبُو عَليّ: وَمِنْه قيل للضَّبعُ عَثْواءُ صفة لزِمتها لُزُوم الْغَالِب حَتَّى صَارَت كأُمّ عَامر، غَيره، شعرٌ مُجَمَّر، مَتَلبِّد، ابْن دُرَيْد، نَسَّت، الجُمَّة شَعِثَت.

٣ - (مَا يعرض للشعر من الحكة وَنَحْوهَا)

الحَكُّ إمرار جرم على جرم صَكّاً حكَكْته أَحُكُّه حَكّاً واحْتَكَّ رأسِي وأَحَكَّنِي واسْتَحَكَّنِي، دَعَاني إِلَى حَكِّه والاسمُ الحِكَّة والحُكَاك وتَحاكَّ الجِرْمانِ، حَكَّ أحدُهما الآخَرَ والحُكاكَةُ مَا تَحاكَّ بينَ حجريّنِ إِذا حكَكْت أحدَهما بِالْآخرِ لدواء وَنَحْوه فَأَما قَول الْقَائِل أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، فَمَعْنَاه أَنه مَثَّل نَفسه بالجِذْل وَهُوَ أصل الشجرةِ وَذَلِكَ أَن الجَرِبة من الْإِبِل تَحْتكُّ إِلَى الجِذْل فتَتَشَفَّى بِهِ فعنَى أنهُ يُتَشَفَّى بِرَأْيهِ كَمَا تَشْتفِي الْإِبِل بِهَذَا الجِذْل الَّذِي تَحْتكُّ إِلَيْهِ، أَبُو عبيد، إِنِّي لأجِدُ فِي رَأْسِي صَوْرةً أَي شِبْه الحِكَّةِ حَتَّى يَشْتَهِي أَن يُفْلُى، وَقَالَ: صَئِبَ رأسُه كثُرَ فِيهِ الصِّئْبانُ.

٣ - (الامتشاط والفَلْى وَنَحْوهمَا من العلاج)

صَاحب الْعين، امْتَشَط الرجلُ ومَشَط رأسَه يَمْشُطه ويَمْشِطه مَشْطاً والماشِطَة، الَّتِي تُحْسِن المَشْط وحرفتها المِشَاطة صَاحب الْعين، سَحَجْت رَأْسِي بالمُشْط سَحْجاً، وَهُوَ تَسْريح لَيِّن على فَرْوة الرَّأْس، غَيره، عدَهَ رأسَه بالمُشْط فرّقه والحاء لُغَة، وَقَالَ: فلَان يتهَمَّمُ رأسَه، أَي يَفْلِيه وهَمَّمَت المراة فِي رأسِ زَوْجها فلَتْه، ابْن دُرَيْد، جَرَشَ رأسَه بالمُشْط، إِذا حَكْه حَتَّى تَسْتَبين هِبْرِيَتُه، أَبُو زيد، فَلَيْت رأسَه فَلْياً، بَحَثْه عَن القَمْل وَهِي الفِلاية والتَّفَلِّي تَكَلُّف ذَلِك والتَّفَالي، التَّعاوُنُ عَلَيْهِ، أَبُو عبيد، لَبَّد شعَرَه، ألزقه بصَمْغ أَو غِسْل، ثَابت، الْبِلَى يُقْمِلُ.

٣ - (الشيب ونعوته)

صَاحب الْعين، الشَّعَرة، الشَيْبة الواحدةُ ونحوُها وَمثلهَا الرَّاعِيَة فَإِذا كَثُر قَلِيلا وَذَلِكَ أوّل مَا يَبْدُو قيل شابَ، غير وَاحِد، شابَ شَيْباً ومَشِيباً، قَالَ أَبُو عَليّ، الشَّيْب مَصْدر وَاسم فَإِذا كَانَ اسْماً فواحِدتَه شَيْبة، أَبُو عبيد، شَيَّب الحُزْن رأسَه وبرأْسه وأشاب رأسَه وبرأسه، وَقَالَ: شَيْبٌ شائِبٌ كَقَوْلِهِم مَوْتٌ مائِتٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن هَذَا النَّحْو فَقَالَ كأنَّهم أرادُوا الْمُبَالغَة والإجادَةَ، أَبُو حَاتِم، يُقَال للشَّيْب كلِّه شَيْبة والأَشْيب، الَّذِي قد اسْتَوَى بياضُه وسوادُه أَو قارَبَ، أَبُو عبيد، أشابَ الرجلُ، شَاب وَلَدهُ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ، شابَ يَشِيبُ كَمَا قَالُوا شاخَ يَشيخُ وَقَالُوا أشْيَبُ كَمَا قَالُوا أشْمَطُ فجاؤوا بِالِاسْمِ على بِنَاء مَا مَعْنَاهُ كمعناه وبالفعل على مَا هُوَ نَحوه أَيْضا، ثَابت، فَإِذا زَاد، قيل شَمِطَ شَمَطَاً فَهُوَ أَشْمَطُ وَالْأُنْثَى شَمْطاءُ والشَّمْطُ، خَلْطُكَ الشيءَ بالشَّيْء وَمن ذَلِك أُخِذَ الأشْمَطُ وَذَلِكَ إِذا اخْتَلَط بياضُه بسَوَاده، سِيبَوَيْهٍ، أَشْمَطُ وشَمْطانٌ قَالَ: وَوَاحِد الشَّمَطِ شَمَطة يذهَبُ إِلَى أَن الشَّمَط جمع لم يحكها غَيره وَالَّذِي عَلَيْهِ أهل اللُّغَة أَنه مصدر لَيْسَ باسم لنَفس الشّعْر، ابْن

<<  <  ج: ص:  >  >>