للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَوْله وحُرِّم علكيم صَيْدُ البَرِّ من أَن يُحْمَل على أَنه مصدَر أَو اسْم للوَحْش فَيمْتَنع أَن تقدّره مصدرا دُون اسْم الْوَحْش لِأَن المضافَ إِلَيْهِ المصدرُ يكون مفعُولاً بِهِ فَيكون الْمَعْنى حُرِّم عَلَيْكُم أَن تَصِيدوا البَرَّ وَذَا لَا يَصح فإنَ قلت احْمِلْه على الْحَذف كَأَنَّهُ صَيْدُ وَحْشِ الْبر فَهَذَا أَيْضا يصير إِلَى مَا قَالَه إِلَّا أَن ذَاك التأويلَ أحسنُ وأبيَنُ لأنّ الصَّيْد فِي التَّنْزِيل قد جَاءَ اسْما للعيْن دونَ الحدَث قَالَ تَعَالَى {لَا تَقْتُلوا الصَّيْدَ} الْمَائِدَة قَالَ ومَن قَتَلَه وَقَالَ تَعَالَى (لَيَبْلُونَّكمُ الله بشيءٍ من الصَّيْدَ تَنَالَهُ أيْدِيكم} الْمَائِدَة ٩٤ والصَّيْد وَإِن كَانَ فِي الأَصْل مَصْدَراً فقد صَار اسْما للمُصْطَاد ونَظِير هَذَا قَوْلهم الخَلْق فِي المَخْلوق والنَّسْج فِي المنسُوج ابْن دُرَيْد المَصِيدة والمَصْيَدة والمِصْيَدة مَا صِدْت بِهِ وصَقْر صَيُود سِيبَوَيْهٍ الْجمع صُيُد وَمن قَالَ رُسْل قَالَ صِيْد صَاحب الْعين الزَّوَائِل الصَّيْد وَقد ازْدَالَ رمَي الزَّوائلَ وَقَالَ النَّظِيرة مَا نَظَرت إِلَيْهِ من الصَّيْد ثمَّ رَمَيتَه الْأَصْمَعِي القانِصُ الصَّيَّاد وَالْجمع قُنَّاص قَنَصه يَقْنِصه وقْنُصه قَنْصاً فَهُوَ مَقْنوص وقَنِيص واقْتَنصه وتَقَنَّصه وَالِاسْم القَنَص قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يُقال لما يُصاد قَنِيص وَأَجَازَهُ مَرَّة أَبُو عُبَيْدَة خرج يَسْتَمِي الوحشَ أَي يطْلُبها وَهُوَ يفْتعل من سَمْوت قَالَ الْفَارِسِي وَأَبُو سعيد السيرافي السَّمَاة الصَّيَّادُون نِصْفَ النَّهار وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ

(وحَدَّاءَ لَا يُرْجَى بهَا ذُو قَرابةٍ ... لعَطْف وَلَا يَخْشَى السُّماةَ رَبِيبُها)

الرَّبِيب هاهُنا الوحشُ السيرافي القَسْوَرة الصائدُ لقسْره الصيدَ وَقد تقدّم أَنه الأسَدُ أَبُو عبيد حَنَشْت الصيدَ أَحْنِشه صِدْته صَاحب الْعين النَّجْش استِثَارة الصيدِ وإخراجُه وعمَّ بِهِ أَبُو عبيد نَجَش ينْجُش نَجْشاً ورجُل مِنْجاش ونَجَّاش مُثِير للصيدِ والنَّجَاشِيُّ الَّذِي يَنْجُش الشيءَ نَجْشاً فيستَخْرِجُه وَقَالَ حُشْت عَلَيْهِ الصيدَ وأحَشْته وأحْوَشْته يَعْنِي جمَعْته أَبُو زيد حُشْ عليَّ الطيْرَ وأحْوِشْ أعِنَّي على صيدِه وَقد أحْوشْته إيَّاها صَاحب الْعين أصَبْت صيْداً غَهَباً أَي غَفْلة وَقَالَ هَبِص الكلبُ حَرِص على الصَّيْد وقَلِق نحوَه وَقَالَ غَرَّبَت الكلابُ أمعنَتْ فِي طَلَب الصَّيْد أَبُو زيد كدَمْت الصيدّ إِذا جدَدت فِي طلَبِه حَتَّى يَغْلِبك صَاحب الْعين بَنَّجتُ القَبْجَةَ أخرجْتها من جُحْرها دَخِيل أَبُو زيد وَبَلت الصيدَ ألححْت عَلَيْهِ فِي الطَّرَد وغَتَتُّه غَيره وخَرَجنا إِلَى الصيْد فأرْجَأْنا وأرْجَيْنا اي لم نُصِبْ شَيْئا أَبُو عبيد القُرْمُوص حَفِيرة يَحْتِفرها الصائِدُ يُلجّفُها من جَوَانِبها أَي يجْعَل لَهَا نَوَاحِيَ ابْن دُرَيْد هُوَ القُرْمُوص وَقد قَرْمَصَ وتَقَرْمَص دخَل فِيهِ وَقيل القُرْمُوص والقِرْماص حُفْرة يستَدْفِىء فِيهَا الإنسانُ الصَّرِد والفِعْل كالفِعْل ابْن دُرَيْد العِرْزال خِرَق الصائدِ وأهْدامُه الَّتِي يَم~هَدها فِي قُتْرته {يضْطَجِع عَلَيْهَا وَقد تقدَّم أَنه البقيَّة من اللَّحْم وَأَنه الموْضِع يتَّخِذه الناظِر فوقَ أطْراف الشجَر والنخلِ خَوْفاً من الْأسد وَأَنه كالجُوالِق يُجْمَع فِيهِ المَتاعُ وَأَنه البَيْت يُبْنَى للْملك إِذا قاتَلَ أَبُو عبيد الزُّبْيَة حَفِيرة يحتَفِرها الصائدُ ابْن السّكيت هِيَ حُفْرة تُحْتَفَر للأسد وَقد زَبَّيتها للأسد وَقد زَبَّيتها وتَزَبَّيتها وفيهَا صَاحب الْعين الزُّوْنَة كالزبية أَبُو عبيد القُتْرة حَفيرة يحتَفِرها لصائدُ يَكْمُن فِيهَا الْأَصْمَعِي اقتَتَر الصائدُ والرامِي دخَل فِي قُتْرته أَبُو عبيد الزَّرِيبة القُتْرة وَقد انْزرَبَ دخلَ فهيا وَأنْشد

(رَذْلُ الثِّيابِ خَفِيُّ الشَّخْص مُنْزِربُ ... }

قَالُوا وَإِنَّمَا الأَصْل فِي الزَّرْب الغنَمُ يتَّخَذلها الزَّرِيبة فاستعاره والنامُوس قُتْرة الصائِدِ ابْن دُرَيْد النَّامُوس يهمَز لَا يُهْمز عَليّ الأصلُ فِيهِ عدم الهمْز إِلَّا على لُغَة مَن قَالَ خَأْتَم وَنَحْوه وَقَالَ البُرْأة نامُوس الصائِدِ وَالْجمع بُرَأُ وَأنْشد

<<  <  ج: ص:  >  >>