للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَإِذا ثَبَتَ وَلم يَبْرَح اليومَ والليلةَ فَهُوَ الصَّبيرُ أُخِذَ من الصَّبْرِ وَهُوَ الحَبْسُ أَبُو عبيد الصَّبِيرَ السحابةُ البيضاءُ أَبُو زيد وجِماعُهُ الصُّبرُ وَيُقَال للسحابةِ البيضاءِ الخالصةِ فاسقةٌ أَبُو عبيد النَّمِرُ من السحابِ قَطَعٌ صِغارٌ مُتدانٍ بعضُها من بعض أَبُو حنيفَة النَّمرة أَن ترَاهَا كجِلْد النَّمر من غيم صِغَار تكادُ تَتَّصِلُ وقالو أَرِنها نَمِره أَرِكَها مَطِرة قَالَ وَقد بَلَوْنَا ذَلِكَ كَثِيراً فوَجَدْنا كَذَلِك أَبُو زيد نَمَّر السَّحابُ صَاحب الْعين الحَبِير من السَّحَاب الَّذِي تَرَى فِيهِ كالتَّنْمِيرِ من كَثْرَةِ مائِهِ أَبُو عبيد القَزَعُ قِطَعٌ مُتَفَرِّقَةٌ صِغَارٌ أَبُو حنيفَة القَزَعُ سحابٌ صِغَارٌ يتطايَرُ فِي السماءِ وَهُوَ من أحَبِّ السَّحَاب إِلَى النَّاس إِذا اسْتَنَأَوُا الوَسْمَيَّ اسْتَنْأَوْا من النَّوْءِ قدَّم الْهمزَة صَاحب الْعين هِيَ قِطَعٌ رِقاقٌ كَأَنَّهَا ظِلُّ إِذا مَرِّت تَحتَ السحابِ وَقيل هُوَ السحابُ المُتَفَرِّقُ وَمِنْه قَزَعُ الخَرِيفِ الْوَاحِدَة قُزَعَة وقِزَاعٌ أَي لُطَيْخَةُ غَيْمٍ والكِسْفُ والكِسَفُ قِطَعُ السَّحَاب أَبُو حَاتِم إِذا كانتِ السحابة عَرِيضَةً فَهِيَ كِسْفٌ صَاحب الْعين الصِّرْمَة القِطْعَة من السَّحَاب والجمعُ صِرَمٌ والرَّمِيُّ قطع من السَّحَاب صِغَارٌ دِقاقٌ قَدْرُ الكَفِّ أَو أَكْبِرُ شَيْئا وَالْجمع أرْمَاءٌ أَبُو عبيد وأَرْمِيَّةٌ وَقَالَ مَا فِي السماءِ سَحَاءَةَ من سحابٍ أَي قِطْعَةٌ أَبُو عبيد الكَنَهْوَرُ قِطَعٌ مثلُ الْجبَال واحدتُها كَنَهْوَرةٌ وغَيْمٌ كَنَهْورٌ ثَعْلَب الخالُ السحابة الضَّخْمَةُ والجمعُ خِيلَانٌ أَبُو عبيد القَلَعُ قِطَعٌ كَأَنَّهَا قِطَع الجِبَالِ والغَمامُ المُكَلَّلُ السحابةُ الَّتِي يكون حَوْلَها قِطَعُ السحابِ فَهِيَ مُكَلَّلَةٌ بهنَّ صَاحب الْعين سحابةٌ دَلُوحٌ ودالِحَةٌ مُثْقَلَةٌ بِالْمَاءِ والجمعُ دُلُحٌ ودُلَّحٌ ودَوَالِحُ وَقد دَلَحَتْ تَدْلَحُ أَبُو عبيد المُعْصَراتُ ذواتُ المَطَرِ وَأنْشد

(وِذِي أُشُرِ كالأُقْحُوَانِ تَشُوفُهُ ... ذِهابُ الصَّبا والمُعْصِراتُ الدَّوالِحُ)

قَالَ أَبُو حنيفَة ونَرَى معنى قَول الله عز وَجل {وأَنْزَلْنَا من المُعْصِراتِ مَاء ثَجَّاجاً} {عَم ١٤} أَن المُعْصِرات الرياحُ ذَوَات الأَعَاصِيرِ وَهِي الرَّهَجُ والغُبارُ وَأنْشد وكَأَنَّ سُهْكَ المُعْصِراتِ كَسَوْنَهَا ... تُرْبَ القَعَاقِعِ والنِّقاعِ بِمُنْخُلِ)

قَالَ وزَعَمُوا أَن معنى من معنى الْبَاء وَقيل بل المُعْصِرات الغُيوم أنفُسُهَا وَذهب إِلَى معنى الْغَيْث وَلَا يحْتَمل قولُه غَيْرَ السَّحَاب لقَوْله الدَّوالِحُ فَتكون المُعْصِرات اللواتي أمْكَنَتِ الرياحَ من اعتصارها واستنزال قَطْرها كَمَا يُقَال أمْضَغَ النخلُ وآكَلَ وأطْعَمَ وأفْرَكَ الزرعُ إِذا أمكن ذَلِك فِيهِ قَالَ المُتَعَقِّبُ وَقد ألمَّ أَبُو حنيفَة بالصوابِ ثمَّ عَدَلَ عَن المُعْصِراتُ السحابُ بِعَينهَا كَمَا قَالَ وَلكنهَا سُمِّيَت مُعْصِراتٍ بالعَصَر والعُصْرة وَهُوَ المَلْجَأُ قَالَ أَبُو زيد

(صَادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرُ مُغاثٍ ... وَلَقَد كَانَ عُصْرَةَ المَنْجُود)

أَي مَلْجَأَ المكروبِ وَيُقَال أعْصَرَني فلانٌ إِذا ألْجَأَكَ إِلَيْهِ واعْتَصرتُ بِهِ قَالَ عدي بن زيد

(لَوْ بغَيْر الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي)

فَمَعْنَى المُعْصِرات المُنْجِياتُ من الْبلَاء المُعْصِيات من الجَدْبِ بالخِصْبِ لَا مَا قَالَ أَبُو حنيفَة وَلَا من قَالَ إِنَّهَا الرِّيَاح ذواتُ الأعَاصِير فَلَا تَلْتَفِتَنَّ إِلَى الْقَوْلَيْنِ مَعًا أَبُو حنيفَة الفارقُ السحابة تُفَارِقُ مُعْظَمَ السحابِ فَتَنْفَرِدُ والجميعُ الفُرَّقُ وَرُبمَا أمْطَرَت بأماكن أُخَرَ صَاحب الْعين الغَيَابة السحابةُ المُنْفَرِدَةُ وَقيل الغَيابةُ والغَيَاءَةَ ظِلُّ السحابةِ أَبُو حنيفَة اسْتَأْرَضَ السحابُ ثَبَتَ وتَمَكَّنَ وأَرْسَى وَأنْشد

(مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللَّيْثِ أيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجاً)

وَقَالَ كَفَافُ السحابِ أسافِلُه وجِمَاعُه الأّكِفَّةُ وشماريخُه أعالِيه وبَوَاسِقُه وقَوَاعِدُه أرْكَانُه كأرْكَانِ البُنْيَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>