للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذَلِك غير غَدير أَو نَحوه واللَّغَظُ زَعَمُوا مَا سَقَطَ فِي الغَدِير من سَفِيرِ الرِّيحِ ابْن السّكيت دَوَّى الماءُ إِذا كَانَت على أَعْلَاهُ كالدُّوَايَة مِمَّا تَسْفِي فِيهِ الريحُ وَقَالَ صَاحب الْعين كُلُّ مَاء حَلَّتْه الإبلُ فكَدَّرَتُهُ بأخْفَاقِها مُحَلَّلٌ وَقَول امْرِئ الْقَيْس

(غَذَاهَا نَمِيْرُ الماءِ غَيْرَ مُحَلَّل ... )

يحْتَمل مَعْنيين أَحدهمَا مَا تقدم ذكره وَالثَّانِي أَنه غَذَاهَا لَيْسَ بمُحَلَّلٍ أَي بِيَسِير وَلَكِن بمبالغة ابْن دُرَيْد غَسْبَلْتُ الماءَ ثَوَّرْتُه

(بَاب الطُّحْلُبِ والعَرْمَضِ وَمَا هُوَ فِي طريقهما)

ابْن السّكيت الطُّحْلُبُ والطُّحْلَبُ الخُضْرَةُ الرقيقةُ تَعْلُو الماءَ وَقد طَحْلَبَ الماءُ ابْن دُرَيْد الطُّحْلَبُ الخُضْرَةُ الَّتِي تعلو من القِدَم وَعين مُطَحْلِبَة ومُطَحْلَبة وَكَانَ الْقيَاس أَن يَقُولُوا مَطْحَلَة لأَنهم يَقُولُونَ مَاء طَحِلٌ إِذا كَثُرَ فِيهِ الطُّحْلُبُ عَليّ هَذَا الَّذِي قَالَه خطأ لَا يسْتَعْمل فَعِلٌ من ذواتِ الْأَرْبَعَة لِأَن فِي ذَلِك حذفَ الْأُصُول وَقد حَجَرَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فَإِذا لَيْسَ المَطْحَل من الطُّحْلُبِ كَمَا ذهب إِلَيْهِ وَإِنَّمَا هُوَ من الطُّحْلَة وَهُوَ لون بَين الغُبَرة والسَّواد وَقَالَ صَاحب الْعين والعَرْمَضُ والغَلْفَقُ فالعَرْمَضُ خَضرة رقيقَة والطُّحْلُب يَمَانِية الْأَصْمَعِي إِذا قَدُمَ الماءُ عَلَتْهُ ثلاثةُ أَشْيَاء الطُّحْلُب والعَرْمَضُ والغَلْفَقُ فالعَرْمَضُ خُضرة رقيقَة والطُّحْلُبُ مثل الرِّجْرِحَةِ تُغَطِّي المَاء والغَلْفَقُ نَبْت عِرَاضُ الوَرَق يَنْبُت من أَسْفَل الماءِ إِلَى أَعْلَاهُ والعَذَبَةُ بِالْفَتْح الطُّحْلُب ابْن السّكيت مَاء عَذِبٌ كثير القَذَى والعَذِبَةُ بِالْكَسْرِ القَذَاةُ يُقَال أعْذِب حَوْضَكَ أَي أَنْزِغ مَا فِيهِ من القَذَى وَقل أصْحَبَ الماءُ إِذا عَلَاهُ كالطُّحْلُب غَيره علتْ هَذَا المَاء سَبْخَةٌ شَديدةٌ كَأَنَّهَا الطُّحْلُب ابْن السّكيت عَرْمَضَ الماءُ عَلَاهُ العَرْمَضُ والعَرْمَضُ أغلظُ من الطُّحْلُب ابْن دُرَيْد العَرْمَضُ والعِرْمَاضُ الخُضْرَة الَّتِي تَرْكَبُ المَاء صَاحب الْعين قَفَخْتُ العَرْمَضَ عَن وَجْهِ المَاء كَسَرْتُه والثَّوْرُ مَا على الماءِ من الطُّحْلُب فَأَما قَوْله

(كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَتِ البَقَرُ ... )

فَقيل إنَّ البَقَّارُ إِذا أَوْرَدَ القَطْعَة من البقة فَعَافَتِ الماءَ وَصَدَّهَا عَنهُ الطحلبُ ضربه لِيَفْحَصَ عَن المَاء فَتَشْرَبَه وَقيل الثُّوْرُ هَاهُنَا الذّكر من الْبَقر وَذَلِكَ أَنَّهَا تَتْبَعُهُ فَإِذا عاف المَاء عافته فيُضرب لِيَرِدَ وتَرِدَ مَعَه وَقد ثَوَّرْتُ الطُّحْلُبَ واَثَرْتُه وكُلُّ مَا استخرجتَه أَو هِجْتَه فقد أَثَرْتَهُ واسْتَثَرْتَه وثَوَّرْتَهُ وثَارَ هُوَ ابْن دُرَيْد وَرِسَتِ الصَّخْرَةُ فِي الماءِ إِذا رَكِبَها الطُّحْلُب حَتَّى تَخْضَرَّ وتَمْلَاسَّ صَاحب الْعين النَّاضِرُ الطُّحْلُب وَأنْشد

(حَنْظَلَةٌ فَوْقَ صَفَا ضاهِرِ ... مَا أَشْبَهَ الضَّاهِرَ بالنَّاضِرِ)

الضَّاهِرُ والضَّهْرُ خِلْقَةٌ فِي الجَبَلِ وَقيل أَعْلَاهُ وَقَالَ العَيْنُ تَطْحَرُ بالعَرْمَضِ أَي تَقْذِفُه الْأَصْمَعِي تَغَسَّرَ الغَدِيرُ إِذا أَلْقَتِ الريحُ فِيهِ العِيدانَ

(بَاب صب المَاء وإراقته)

الصَّبُّ إِرَاقَة المَاء وَنَحْوه صَبَبْتُهُ أَصُبُّهُ فَصَبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ سِيبَوَيْهٍ اصْطَبَبْتُ الماءَ اتخذتُه لنَفْسي والصُّبَّة مَا صَبَبْتَ من ماءٍ وَغَيره مجتَمَعاً وَرُبمَا سُمِّيَ الصُّبَّ بِغَيْر هَاء وماءٌ صَبيبٌ مَصْبُوب أَبُو عبيد سَنَنْتُ الماءَ على وَجْهِي أرسلتُ إرْسَالًا فَإِن شَنَّ فَهْوَ أَن يَصُبَّه صَبّاً ويُفَرِّقَه ابْن دُرَيْد دَغْرَقَ الماءَ صَبَّهُ صَبًّا كثيرا وَكَذَلِكَ دَعْفَقَهُ ودَغْفَقَه وَقَالَ دَهَقْتُ المَاء واَدْهَقْتُه أَفْرَغْتُه أَبُو زيد هَرقْتُ الماءَ أُهْرِيقُه وَمَاء مُهْرَاق

<<  <  ج: ص:  >  >>