للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظواهرها حكم ومستنبطاتها • لما حكم التفريق فيه جوامع

لرأي ابن إدريس ابْن عم مُحَمَّد • ضياء إذا مَا أظلم الخطب ساطع

إذا المفظعات (١) المشكلات تشابهت • سما منه نور في دجاهن لامع

أبى الله إِلا رفعه وعلوه • وليس لما يعليه ذو العرش واضع

توخى الهدى فاستنقذته يد التقى • من الزيغ ان الزيغ للمرء صارع

ولاذ بآثار الرسول فحكمه • لحكم رَسُول اللَّهِ في الناس تابع

وعول في أحكامه وقضائه • على مَا قضى في الوحي، والحق ناصع

بطئ عَنِ الرأي المخوف التباسه • إليه إذا لم يخش لبسا مسارع

جرت لبحور العلم أمداد فكره • لها مدد في العالمين يتابع

وأنشا له منشيه من خير معدن • خلائق هن الباهرات البوارع

تسربل بالتقوى وليدا وناشئا • وخص بلب الكهل مذهو يافع

وهذب حَتَّى لم تشر بفضيلة • إذا التمست إلا إليه ألا صابع

فمن يك علم الشافعي إمامه • فمرتعه في باحة العلم واسع

سلام على قبر تضمن جسمه • وجادت عَلَيْهِ المدجنات الهوامع

لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد • جليل إذا التفت عَلَيْهِ المجامع

لئن فجعتنا الحادثات بشخصه • لهن لما حكمن فيه فواجع

فأحكامه فينا بدور زواهر • وآثاره فينا نجوم طوالع

وبه قال: سمعت الْقَاضِي أَبَا الطيب طَاهِر بْن عَبد اللَّهِ الطبري يَقُول: لقد جمع أَبُو بَكْر بْن دريد قوافيه في صدفها (٢)


(١) في الديوان وتاريخ الخطيب: المعضلات. وما هنا من النسخ والوفيات وغيرها.
(٢) تحرف في نسخة ابن المهندس إلى: "صدرها ".