للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم عليه الحجر والشجر ليالي بعث (١) .

وكلمته الذراع المسمومة (٢) . ومات الذي أكل معه من الشاة المسمومة وعاش هو صلى الله عليه وسلم بعده أربع سنين.

وشهد الذئب بنبوته (٣) .

ومر ببعير يستقى عليه، فلما رآه جرجر ووضع جرانه بالارض، فقال: إنه شكا كثرة العمل، وقلة العلف (٤) .

ودخل حائطا فيه بعير، فلما رآه حن وذرفت عليناه فقال


(١) حديث تسليم الحجر أخرجه مسلم (٢٢٧٧) ، والتِّرْمِذِيّ (٣٦٢٨) من حديث جابر بن سَمُرَة رضي الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قال: إن بمكة حجرا كان يسلم علي ليالي بعثت، إني لاعرفه الآن.
وما تسليم الشجر، فهو عنه التِّرْمِذِيّ (٣٦٣٠) من حديث علي بن أَبي طالب، وفي سنده ضعيف ومجهول. (ش) .
(٢) أخرجه أبو داود (٤٥١٠) في الديات: باب فيمن سقى رجلا سما أو أطعمه فمات أيقاد منه، من طريق ابن شهاب الزُّهْرِيّ عن جابر، وهذا سند منقطع، لان الزُّهْرِيّ لم يسمع من جرير. وأما قصة الشاة المسمومة دون إخبار الذراع فقد أخرجها البخاري ٦ / ١٩٥ في صحيحه في الجهاد: باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم، من حديث أبي هُرَيْرة. وأخرجها أيضا البخاري ٥ / ١٦٩ في الهبة، ومسلم (٢١٩٠) في السلام، وأبو داود (٤٥٠٨) من حديث أنس بن مالك. (ش) .
(٣) أخرجه الإمام أحمد ٣ / ٨٣، ٨٤ من طريق يزيد عن القاسم بن الفضل الحداني عَن أبي نضرة عَن أبي سَعِيد الخُدْرِيّ قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه قال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقا ساقه الله إلي؟ فقال: يا عجبي! ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الانس، فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك: محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي: أخبرهم، فأخبرهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق.
وهذا سند صحيح، وصححه ابن حبان (٢١٠٩) والحاكم ٤ / ٤٦٧، ٤٦٨، ووافقه الذهبي. (ش) .
(٤) أخرجه أحمد ٤ / ١٧٣ من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن عَبد الله بن حفص عن يَعْلَى بن مرة الثقفي، وسنده ضعيف لان عطاء بن السائب قد اختلط، ومعمر سمع منه بعد الاختلاط، وشيخه عَبد الله بن حفص مجهول. لكن أخرجه الحاكم ٢ / ٦١٧، ٦١٨ من طريق الأعمش عن المنهال بن عَمْرو عن يَعْلَى ابن مرة عَن أبيه، وفيه: ثم أتاه بعير، فقام بين يديه، فرأى عينيه تدمعان، فبعث إلى أصحابه، فقال: ما لبعيركم هذا يشكوكم؟ فقالوا: كما نعمل عليه، فلما كبر وذهب عمله تواعدنا عليه لننحره غدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنحروه، واجعلوه في الابل يكون معها". وإسناده صحيح كما قال الحاكم ووافقه الذهبي. وله طريق آخر في المسند ٤ / ١٧٠ بنحوه، وهو حسن في الشواهد. وانظر"البداية"٦ / ١٣٨، ١٤٠. (ش) .