للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيا؟ لأن يدخل الرجل أصبعه في عينه فيقتلعها فيرمي بها خير له من أن يكون قاضيا.

وَقَال الحسن بن سفيان، عَن أبي بكر أبي شَيْبَة (١) : سمعت حفص بن غياث يقول: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. قال ابن أَبي شَيْبَة: وولي الكوفة ثلاث عشرة سنة وبغداد سنتين.

وَقَال أَبُو علي بن علان، عن الحسن بن حماد سجادة (٢) ، قال حفص بن غياث: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة، ومات يوم مات ولم يخلف درهماً، وخلف تسع مئة درهم دينا. قال سجادة: وكان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث.

وَقَال أَبُو عثمان سَعِيد بن سَعِيد بن بشر الحارثي، عن طلق بن غنام (٢) : خرج حفص بن غياث يريد الصلاة وأنا خلفه في الزقاق، فقامت امرأة حسناء فقالت: أصلح الله القاضي، زوجني، فإن إخوتي يضرون بي.

قال: فالتفت إلي، فَقَالَ: يا طلق اذهب فزوجها إن كان الذي يخطبها كفؤا، فإن كان يشرب النَّبِيّذ حتى يسكر، فلا تزوجه، وإن كان رافضيا فلا تزوجه. فقلت: أصلح الله القاضي لم قلت هذا؟ قال: إنه إن كان رافضيا فإن الثلاث عنده واحدة، وإن كان يشرب النَّبِيّذ حتى يسكر فهو يطلق ولا يدري.


(١) تاريخ الخطيب: ٨ / ١٩٣.
(٢) نفسه
(٣) اخبار القضاة: ٣ / ١٨٨، وتاريخ الخطيب: ٨ / ١٩٣ - ١٩٤.