للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقع في بعض النسخ"جميل بن طرخان"، وهو تصحيف.

١٥٣١ - ع: حميد بْن عَبْد الرحمن بْن حميد (١) بن عبد


="حميد"وما نقله المؤلف انما من سننه الكبرى. وقد بين المؤلف ان حميدا الطويل يقال له: ابن طرخان ايضا. وَقَال العلامة مغلطاي بعد أن أورد كلام المزي عن النَّسَائي: هذا كلام المزي متابعا ابن عساكر إلا في تفسيره ابن طرخان بأنه ليس بالطويل، وفيه نظر، وذلك ان هذا الحديث ذكره أبو عبد الرحمن النَّسَائي بغير ما ذكره المزي في غير ما نسخة من السنن الكبرى رواية أبي عبد الله محمد بن القاسم بن محمد، ونص ما ذكره: كيف صلاة القاعد: أخبرني هارون بن عبد الله، حَدَّثَنَا أبو داود الحفري، عن حفص، عن حميد وهو الطويل، عن عَبد الله بن شقيق، عن عائشة، قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا. قال أبو عبد الرحمن: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير أبي داود عن حفص". قال مغلطاي: هذا جميع ما ذكره في السنن الكبرى. وزيادة: ولا أحسبه إلا خطأ"وقع في بعض نسخ المجتبى (وهو كذلك في المطبوع) وفي بعضها لم يزد على هذا. فيتبين لك أن قول المزي"وليس بحميد الطويل"غير جيد، لان النَّسَائي الذي عزا الحديث له فسره بأنه الطويل" (١ / الورقة ٢٩٧) . وَقَال ابن حجر: فرق ابن حبان بينه وبين حميد الطويل في الثقات (قال بشار: وقبله البخاري وابن أَبي حاتم) ، وقد تقدم أن والد حميد الطويل يقال له: طرخان وأن الطويل يروى عن عَبد الله بن شقيق، فالظاهر أنه هذا، إذ ليس في الرواية ما يدل على أنه غيره لا سيما وفي السنن الكبرى في رواية ابن الاحمر عن النَّسَائي، عن هارون، عَن أبي داود، عن حفص، عن حميد وهو الطويل. فقوله: وهو الطويل"يحتمل أن يكون من قول النَّسَائي أو من قول من فوقه أو دونه وهو الاشبه. ثم وجدت الحديث في "سنن البيهقي"من طريق يوسف بن موسى، عَن أبي داود الحفري، عن حفص، عن حميد الطويل، فتبين أنه هو. نعم، وقع في مسند مسدد: حَدَّثَنَا حماد بن زيد، عن حميد بن طرخان، قال: صلى بنا عَبد الله بن شقيق - فذكر أثرا موقوفا. وفي"الحلية"من طريق السراج: حَدَّثَنَا حاتم، حَدَّثَنَا عارم، حَدَّثَنَا حماد، عن حميد بن طرخان، عن عَبد الله بن طاووس، عَن أبيه - فذكر أثرا" (تهذيب: ٣ / ٤٤) .
قال أفقر العباد بشار بن عواد: أما حديث عائشة الذي أورده النَّسَائي فيحتمل جدا ان يكون راويه هو حميد الطويل كما رجحه مغلطاي وابن حجر، ولكن ذلك لا يعني أبدا عدم احتمال وجود راو غير حميد الطويل اسمه"حميد بن طرخان"قد عرفه أبو حاتم الرازي فذكره عن إسحاق ابن منصور عن يحيي بن مَعِين فأفرده ولده عبد الرحمن بترجمة خاصة من"الجرح والتعديل"، وقبله فعل البخاري ذلك في تاريخه الكبير، وبعده ابن حبان في "الثقات" والذهبي في "الميزان"وغيرهم، ومن ذكر أن حميدا الطويل هو ابن طرخان إنما ذكر ذلك على التمريض، فاحتمال كونهما اثنين أقوى وأشبه، وألله أعلم.
(١) طبقات ابن سعد: ٦ / ٣٩٨، وتاريخ يحيى برواية الدوري: ٢ / ١٣٦، وتاريخ =