للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَال قراد أَبُو نوح: رأى علي شعبة قميصا فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت: بثمانية دراهم. قال لي: ويحك إما تتقي اللَّه تلبس قميصا بثمانية دراهم، إلا اشتريت قميصا بأربعة دراهم، وتصدقت بأربعة. قلت: أنا مع قوم نتجمل لهم.

قال: أيش، تتجمل لهم! وَقَال يحيى بْن مَعِين: شعبة إمام المتقين.

وَقَال عِيسَى بْن شاذان، عَنْ عَمْرو بْن العباس الرزي: سمعت عَبْد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت اعقل من مَالِك بْن أنس، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا انصح للأمة من عَبد اللَّهِ بْن المبارك.

وَقَال أَبُو الورد عَبد اللَّهِ بْن عُبَيد اللَّه بْن حكام، عَنْ عمه عَمْرو بْن حكام: أتى شعبة شيخ من جيرانه محتاج، فسأله، فقال له شعبة: لم سألتني، عندي شيء؟ قال: فذهب الشيخ لينصرف، فقال له شعبة: اذهب فخذ حماري فهو لك. فقال: لا أريد حمارك. قال: اذهب فخذه قال: فذهب فأخذه فمر به على مجالس أصحابنا بني جبلة فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم فأهداه إلى شعبة.

وَقَال أَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الحيري، عَن أَبِيهِ: سمعت مُحَمَّد بْن معاوية، وسُلَيْمان بْن حرب إلى جانبه يقول: خرج الليث بْن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كَانَ عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين الفا.

فقال سُلَيْمان بْن حرب: خرج شعبة يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.

وَقَال أَبُو زُرْعَة، عَنْ مقاتل بْن مُحَمَّد الرازي: سمعت وكيعا يقول: إني لأرجو أن يرفع اللَّه لشعبة فِي الجنة درجات بذبه عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.