للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أن شملة التركمانى (١) نهب نهاوند (٢)، وكان في أيام أيلدكز لا يزال يطلب نهاوند منه؛ لكونها مجاورة لبلاده، ويبذل له فيها الأموال، وهو لا يجيبه إلى ذلك، فلما مات أيلدكز، وملك بعده ولده محمد البهلوان (٣)، سار إلى أذربيجان (٤) لإصلاحها، فنَفَّذَ شملة ابن أخيه ابن سُنكاه؛ لأخذ نهاوند، وبلغ أهل البلد الخبر، فتحصنوا، وحصرهم، فقاتلهم وقاتلوه، فلما علم أنه لا طاقة له بهم، رجع إلى تُسْتر (٥) -وهي قريبة منها- وأرسل أهل نهاوند إلى البهلوان؛ يطلبون منه نجدة، فتأخرت عنهم، ولما اطمأنوا، خرج ابن سنكاه من تستر في خمسمائة فارس، وسار يومًا وليلة، فقطع أربعين فرسخًا، حتى وصل إلى نهاوند، وضرب البوق، وأظهر أنه من أصحاب البهلوان؛ لأنه جاءهم من ناحيته، ففتح أهل البلد الأبواب، فدخلها، وقبض على القاضي والرؤساء فصلبهم ونهب البلد، وقصد نحو ما سبذان (٦) ونحو العراق.

وفيها (٧)

وفيها حج بالناس (٨)

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن سالم بن أحمد أبو العباس الشحمي (٩)؛ قرأ القرآن، وأقرأ، وصنف كتابا في المتشابه كبيرا، وسمع من المروقي وغيره، وتوفي في المحرم من هذه السنة،


(١) شملة التركماني تملك بلاد فارس وكان يخطب للخليفة. وهو صاحب خوزستان وبنى بها عدة قصور وكانت وفاته بسبب صراعه مع شمس الدين البهلوان بن أيلدكز صاحب عراق العجم، وتوفي سنة ٥٧٠ هـ/ ١١٧٤ م. انظر: الكامل، ج ١٠، ص ٧١؛ شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٣٧.
(٢) نهاوند: مدينة عظيمة في قبلة همدان بينهما ثلاثة أيام. معجم البلدان، ج ٤، ٨٢٧ - ٨٢٩.
(٣) محمد البهلوان بن أيلدكز: صاحب أذربيجان وعراق العجم. توفي سنة ٥٨١ هـ/ ١١٨٥ م، انظر: شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٢٦٩؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣١١.
(٤) أذربيجان: يحدها من الشرق بَرْذَعة إلى أرزنجان من الغرب ويتصل حدها من جهة الشمال ببلاد الديلم. وأشهر مدنها بلاد تبريز. معجم البلدان: ج ١، ص ١٧١ - ١٧٤.
(٥) تُسْتَر: أعظم مدينة بخوزستان اليوم، وهو تعريب شوشتر. معجم البلدان: ج ١، ص ٨٤٧ - ٨٥٠.
(٦) ماسبذان: من بلاد عراق العجم أى من بلاد الجبل وهي عاصمة السيروان. انظر: تقويم البلدان، ص ٤١٤؛ انظر أيضا: معجم البلدان، ج ٤، ص ٣٩٣.
(٧) بياض بمقدار سطر تقريبًا.
(٨) بياض بمقدار سطر.
(٩) انظر ترجمته في المنتظم، ج ١٨، ص ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>