للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابن الساعى (١) في تاريخه أنه كان في صباه شابًا حسنًا مليحًا. قال: ولشيخنا أبي اليمن الكندى فيه وقد رمدت عينه:

بِكِلَّ صَبَاحٍ لِى وَكُلِّ عَشِيَّةٍ … وُقُوفٌ عَلَى أَبْوَابِكُم وَسَلَامُ

وَقَدْ قِيلَ لِي يَشْكوُ سِقَامًا بَعَيْنِهِ … فَهَا نَحْنُ مِنْهَا نَشْتَكِي وَنُضَامُ

الأمير نجم الدين أيوب؛ (٢) والد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، والكلام فيه على أنواع:

الأول في ترجمته: هو أبو الشكر أيوب بن شاذي، والد الملوك بني أيوب الكردي الزرْزَارِي، وهم خيار الأكراد (٣) من بلاد دُوَيْن بشمال بلاد أذربيجان مما يلي الكرج. ومنهم من يقول "أيوب بن شاذي بن مروان" (٤)، ومنهم من يقول أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، وأغرب بعضهم، فزعم أنهم من سلالة مروان بن محمد الجعدي، آخر خلفاء بني أمية. وهذا ليس بصحيح، والذي عليه الجمهور أنه لا يعرف بعد شاذي أحد من نسبهم، والذي نسب إلى بني أمية ادعاء هو الملك أبو الفداء إسماعيل بن طغتكين بن أيوب بن شاذي، ويعرف بابن سيف الإسلام، وقد ملك اليمن بعد أبيه، فتعاظم في نفسه، وادعى الخلافة، وتلقب بالإمام الهادي بنور الله، المعز لدين الله، أمير المؤمنين، وزعم أنه أموى، ومدحه الشعراء، وأطروه، ولهجوا بذلك، وقال هو في ذلك أيضًا:

وَإنِّي [أَنَا] (٥) الهَادِي الخَلِيفَة وَالَّذِي … أَدُوسُ رِقَاب الغُلْبِ الضُّمَّرِ الجُرْدِ

وَلابُدَّ مِنْ بَغْدَاد أَطْوِي رُبُوعَهَا … وَأَنْشُرها نَشْرَ السّمَاسِرَةٍ البُرْدِ


(١) ورد النص بتصرف في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٢) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ١، ص ٢٥٥ - ٢٦١، ترجمة رقم ١٠٧؛ النوادر السلطانية، ص ٤٦؛ الشذرات، ج ٤، ص ٢٢٦ - ٢٢٧، كما أن هناك ترجمة كاملة لأسرة شاذي. انظر، التاريخ الباهر، ص ١١٩، ١٢٠.
(٣) ذكر ابن الأثير أنه من الأكراد الروادية وهم أشرف الأكراد. انظر: التاريخ الباهر، ص ١١٩.
(٤) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.
(٥) "وأنا" في نسختى المخطوطة أ، ب. والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>