للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع في وفاته: خرج نجم الدين يومًا من باب النصر -أحد أبواب القاهرة- فشب به فرسه، فألقاه في وسط المحجة، وذلك يوم الاثنين ثامن عشر ذي الحجة من سنة ثمان وستين وخمسمائة، وحمل إلى داره، وبقى متألمًا، إلى أن توفي يوم الأربعاء سابع عشرى الشهر المذكور، ويقال في الثامن والعشرين منه.

وفي تاريخ بيبرس: وكان سبب وفاته أنه تقنطر عن فرسه، فحمل إلى داره، فمات بها.

وفي تاريخ الدولتين (١): وعاش ثمانية أيام بعد وقوعه من الفرس، وكانت وفاته يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة. وكان ولده صلاح الدين غائبًا عنه في بلاد الكرك والشوبك على الغزاة.

وقال القاضي ابن شداد (٢): ولما عاد صلاح الدين من غزاته، بلغه قبل وصوله إلى مصر وفاة نجم الدين أبيه، فشق ذلك عليه؛ حيث لم يحضر وفاته.

ومن كتاب فاضلي عن السلطان إلى عز الدين فرخشاه بمصر يقول فيه: صحّ من المصاب بالمولى الدارج، غفر الله له ذنبه، وسقى بالرحمة تُربه، ما عظمت به اللَّوعة، واشتدت الرَّوعة، وتضاعفت لِغيبتنا (٣) عن مشهده الحسرة، فاستنجدنا بالصبر، فأبي، وانحدرت العبرة، فياله فقيدًا فقد عليه العزاء، وهانت بعده الأرزاء.

وَتَخَطَّفَتْه يدُ الردَى في غَيْبَتى … هبنْي حضرتُ، فكنتُ ماذا أَصْنَعُ؟!.

قال: فدفن نجم الدين إلى جانب قبر أخيه أسد الدين، في بيت بالدّار السلطانية، ثم نقلا بعد [سنتين] (٤) إلى المدينة الشريفة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقبرهما في تربة الوزير جمال الدين الأصفهاني وزير الموصل. وكان جمال الدين المذكور مؤاخيًا لأسد الدين شيركوه كما ذكرنا (٥).


(١) نقل العينى هذا النص بتصرف من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٣٣.
(٢) النوادر السلطانية، ص ٤٦.
(٣) "بغيبتنا" في نسخة ب.
(٤) "سنين" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت بين الحاصرتين من مفرج الكروب، ج ١، ص ٢٣٠؛ الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٣٣.
(٥) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٣٣ - ٥٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>