للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسلطان ليشفع فيه، فتوهم [عمارة] (١) أنه يكلمه فيه فقال: يا مولانا السلطان لا تسمع منه. فغضب القاضي الفاضل، ونهض وخرج من القصر، فقال له السلطان: إنه كان قد شفع فيك، فندم ندمًا عظيمًا، ولما ذهب به ليُصْلب اجتاز بدار القاضي، فطلبه، فتغيب عنه، فأنشد عند ذلك:

عُبَيدُ (٢) الرحيم قد احْتجَبْ … إنَّ الخلاصَ هو الْعَجَبْ (٣)

وفي تاريخ الدولتين (٤): وكان صلب المذكورين يوم السبت ثاني شهر رمضان، وكان الذين صلبوا منهم: المفضل (٥) بن كامل (٦) القاضي، وابن عبد القوى الداعي، والعوريس (٧)، وكان قد تولى ديوان النظر (٨) ثم القضاء بعد ذلك، وشبرما (٩) كاتب السر، وعبد الصمد أحد أمراء المصريين، ونجاح الحمامي، ورجل منجم نصراني أرمني، كان قال لهم إن أمرهم يتم بطريق علم النجوم، وعمارة اليمنى الشاعر.

قال العماد في البرق: ووصل من صلاح الدين يوم وفاة نور الدين إلى دمشق كتاب يتضمن هذه القضية، وهو بخط ابن قريش يعني المرتضي (١٠). وفي قضية عماره هذه


(١) ما بين الحاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٥.
(٢) "عبد" في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٥.
(٣) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٦٩.
(٤) انظر: الروضتين ج ١، ق ٢، ص ٥٦٠ - ٥٦٢. حيث ينقل العينى عنه بتصرف.
(٥) "الفضل" في نسخة ب، أما المقريزي فقد ذكر في السلوك، ج ١ ق ١، ص ٥٣: أنه: القاضي المفضل ضياء الدين نصر الله بن عبد الله بن كامل وهو خطأ. وقد ذكر العماد أنه: أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن كامل، القاضي المفضل، قاضي قضاة الديار المصرية زمن الفاطميين، الملقب بفخر الأمناء. انظر: الخريدة، قسم شعراء مصر، ج ١، ص ١٨٦ - ١٨٧؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٥؛ اتعاظ الحنفا، ج ٣، ص ٢٢٣، ٢٧٨، ٣١٨. ويؤيد ذلك ما ذكر في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٦١.
(٦) "ابن كامل" مكرر في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الروضتين ج ١ ق ٢، ص ٥٦١.
(٧) "العورس" في نسخه ب.
(٨) تقاصر منصب الوزارة بمصر منذ عصر الأيوبين وشارك الوزير في أعماله وتصريفها النظارُ. وتنوعت ألقاب هؤلاء بحسب الأعمال التي آلت إليهم فمنهم ناظر الدولة ويسمى أيضًا ناظر الدواوين وأحيانا ناظر النظار أو الصاحب الشريف. وعمله مشاركة الوزير في التصرف عامة، والنظر في المالية وأرزاق أصحاب القلم من الموظفين خاصة. ومقره ديوان النظر. انظر: صبح الأعشى، ج ٥، ص ٤٦٥ - ٤٦٦.
(٩) "شهريا" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٦١؛ السلوك، ج ١ ق ١، ص ٥٧.
(١٠) هو: القاضي المرتضي صفي الدين أبو المجد عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن على بن قريش المخزومي، أحد كتاب الإنشاء في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وهو صاحب قيسارية ابن قريش بالقاهرة. قتل شهيدا على عكا سنة ٥٨٦ هـ/ ١١٩٠ م. المقريزي: الخطط، ج ٢ ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>