للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث في صفته: قال ابن خلكان (١): كان أسمر اللون، طويل القامة، حسن الصورة، ليس بوجهه شعر سوى ذقنه. وقال ابن كثير (٢): كان حلو العينين، واسع الجبين، تركي الشكل، ليس له لحية إلا في حنكهـ. وفي المرآة (٣): وكان معتدل القامة، واسع الجبهة، بلحيته شعرات خفيفة في حنكهـ. ونشأ على الخير والصلاح وقراءة القرآن والعبادة.

الرابع في سيرته: كان ملكا مهيبا متواضعا، عليه جلالة ونور، [يعظم الإسلام وقواعد الدين، ويعظم الشرع (٤)]. وقال ابن خلكان (٥): وكان ملكا عادلا، زاهدا، عابدًا، ورعًا، مستمسكا بالشريعة، مائلا إلى أهل الخير، مجاهدًا في سبيل الله.

وفي تاريخ الدولتين (٦): ولقد كان من أولياء الله المؤمنين، وعباده الصالحين، وجمع الله له من العقل المتين، والرأي الثاقب الرصين، والاقتداء بسيرة السلف الماضيين، والتشبه بالعلماءِ والصالحين، والإصغاء لسيرة مَن سلف منهم في حسن سمتهم، والاتباع لهم في حفظ حالهم ووقتهم، حتي روي في حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأسمعه. وكان قد استجيز له ممن سمعه وجمعه؛ حرصا منه على الخير في نشر السنة بالأداءِ والتحديث، رجاء أن يكون ممن حفظ على الأمة أربعين حديثًا، كما جاء في الحديث. فمن رآه شاهد من جلال (٧) السلطنة، وهيبة الملك ما يبهره، فإذا فاوضه رأى من لطافته وتواضعه ما يحيره. يحبُ الصالحين، ويؤاخيهم، ويزورُ مساكنهم. لحسن ظنه فيهم، وإذا احتلم مماليكه أعتقهم، وزوَّج ذكرانهم بإناثهم ورزقهم؛ ومتى تكررت الشكاية إليه من أحد من ولاته، أمره بالكف عن أذى من تظَّلم


(١) انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٨٨.
(٢) انظر: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٤؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٧١.
(٣) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٩٢.
(٤) "عليه جلالة ونور الإسلام وتعظيم قواعد الشرع" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت بين الحاصرتين من البداية والنهاية ج ١٢، ص ٣٠٢ لدقة المعنى.
(٥) انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٨٥.
(٦) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٨٠ - ٥٨١ حيث ينقل العيني بتصرف عن أبي شامة.
(٧) "خلال" في الروضتين، ج ١ ق ٢ ص ٥٨١، الذي ينقل عنه العيني. ويبدو أن هذا خطأ مطبعي في الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>