للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع التاسع في وفاته:

قال العماد (١): أمر نور الدين بتطهير ولده الملك الصالح إسماعيل (٢) يوم عيد الفطر. قال: ونظمت للهنا بالعيد والطهر قصيدة منها:

عيدان فِطرٌ وطُهْرٌ … فَتْحٌ قريبٌ ونصْرُ

كلاهُما لك فيه … حقًا هناءٌ وأجرُ

وفيهما بالتَّهَاني … رسمٌ لنا مسْتَمِرُّ

طَهارة طابَ فيها … أصْلٌ وفرعٌ وذكرُ

نَجْلٌ على الطُّهْرِ نامٍ … زَكىٌّ له مِنْك نَجْرُ

محمود المَلكُ العا … دلُ الكريمُ الأغرُّ

وبابنه الملِكِ الصا … لحِ العيونُ تَقَرُّ

مولي به اشتدَّ للديـ … ـنِ والشريعةِ أزرُ

وهي قصيدة طويلة آخرها:

هذا الطُّهورُ ظُهُورٌ … على الزمان وأمْرُ

وذا الخِتَانٌ خِتَامٌ … بِمِسْكِهِ طَابَ نَشْرُ (٣)

قال: وفي يوم العيد ركب نور الدين على الرسم المعتاد، محفوفا من الله بالإسعاد، والقدر يقول له: هذا آخر الأعياد. ووقف في الميدان الأخضر، ورمي القبق (٤)، وكان قد ضرب خيمته في الميدان القبلي الأخضر، وأمر بوضع المنبر، وخطب له القاضي شمس


(١) انظر قول العماد في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٧٧ - ٥٨٠.
(٢) عن الملك الصالح إسماعيل انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٨٨؛ الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٧٧ - ٥٧٩.
(٣) أورد أبو شامة القصيدة كلها، مع زيادة بيت عما ذكره العينى وهو آخر القصيدة، ونصه:
رزقت عمرا طويلا … ما طال للدهر عمر
(٤) القبق أو القباق: لفظ تركي معناه القرعة العسلية (Une Courgette) وقد أطلق في العربية على الهدف الذي كان مستعملًا في لعب الرماية، المعروف باسم القبق أيضا، وكانت طريقة لعب القبق أن ينصب صار طويل من خشب يكون في رأسه شكل قرعة من ذهب أو فضة بمثابة هدف ويكون في القرعة طير حمام ثم يأتي اللاعبون للمباراة في رمي الهدف بالنشاب أو السهام وهم على ظهور الخيل من أصاب منهم القرعة وطار الحمام فاز بالسباق وأخذ القرعة المعدنية نفسها مكافأة. انظر: المقريزي: السلوك، ج ٢، ص ١١١؛ النويري: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٣٠٤؛ راجع أيضا: Dozy: Supp. Dict. Ar

<<  <  ج: ص:  >  >>