للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَثِّلْ وُقُوفَكَ أيها المَغْرور … يومَ القيامِةِ والسماءُ تمورُ

إن قِيلَ نورُ الدين رُحتَ مسلمًا … فاحذر بأن تبقى ومالك نُور

أنهَيتَ عن شُربِ الخمور وأنت في … كأسِ المَظالم طَالحٌ (١) مخْمورُ

عطَّلت كاسات المُدامِ تَعَفُّفًا … وعليك كاساتُ [الحَرامِ] (٢) تَدُورُ

ماذا تقول إذا [نُقِلتَ] (٣) إلى البِلى … فرْدًا وجاءك مُنكِرٌ ونَكِيرُ

وتَعلَّقتْ فيك الخُصُومُ وأنت في … يوم الحساب مُسَحَّبٌ (٤) مجرور

وتَفرقَتْ عنك الجُنودُ وأنت في … ضيق اللحُودِ مُوَسّدٌ مَقْبورُ

ووَددْتَ أنك مَا وَلِيتَ ولايةً … يومًا ولا قال الأنامُ أمِيرُ

وبقيتَ بعد العِزِّ رهنَ حُفَيْرةٍ … في عَالَمِ المَوتَى وأنت حَقِيرُ

وحُشِرت عُرْيانًا حَزِينًا باكِيًا … قلِقًا ومَالَك في الأنامِ (٥) مُجِيرُ

أرضِيت أن [تحيا] (٦) وقلبُكَ دارسٌ … عافي الخرابَ وجسْمُك المَعْمُورُ

أرضِيتَ أنْ يحْظَى سِواكَ بقُرْبِهِ … أبدًا وأنتَ مُبَعَّدٌ مَهْجورُ

مَهِّدْ لنفْسِك حُجَّةً تَنْجو بها … يومَ المَعَادِ لَعَلَّك المَعْذُورُ

فلما سمعها الملك نور الدين بكي، وأمر بوضع المكوسات والضرائب في سائر البلاد. وقيل: إن برهان الدين البلخي (٧) أنكر على نور الدين استعانته في الحروب بأموال المكوس. قال: وكيف تنصرون وفي عسكركم الطبول والخمور والزمور؟. وقص عليه وزيره موفق الدين خالد بن محمد بن نصر "بن" (٨) القيسراني الشاعر أنه رأى في منامه أنه


(١) "طائش" في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٢.
(٢) "المظالم" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٢.
(٣) "انقلبت" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٢ حيث ينقل عنه العيني.
(٤) "مسلسل" في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٢.
(٥) "الأنام" مكررة في نسخة أ.
(٦) "تحيي" في الأصل، والمثبت هو الصحيح.
(٧) هو أبو الحسن البلخي على بن الحسن الحنفي الواعظ درس بالصادرية، وكان يلقب ببرهان الدين توفي سنة ٥٤٨ هـ/ ١١٥٣ م، انظر: الدارس، ج ١، ص ٤٨١، مطبعه الترقي بدمشق ١٩٤٨؛ وانظر أيضًا: شذرات الذهب، ج ٤، ص ١٤٨.
(٨) ما بين الأقواس ساقط من نسخة ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>