للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن كامل (١)؛ قاضي القضاة بالديار المصرية زمن الفاطميين، ويلقب بفخر الأمناء، وكان أول من صُلب مع عمارة اليمنى وأصحابه كما ذكرنا، وقد كان ينسب إلى فضيلة وأدب، وله شعر رائق، فمن ذلك قوله في غلام رفا:

يا رافيًا خَرْقَ كُلِّ ثوبٍ … ويا [رَشَا] (٢) حُبُّه اعْتِقَادي

عسي بكَفِّ الوِصَالِ ترفو … ما مَزَّق الهجرُ من فؤادى

وقال العماد في الخريدة (٣): أبو القاسم هبه الله بن عبد الله؛ كان داعى الدعاة بمصر للأدعياء، وقاضي القضاة لأولئك الأشقياء، يلقبونه بفخر الأمناء، وهو عندهم في المحلة العلياء، والمرتبة الشماء، والمنزلة [التي] (٤) في السماء، حتى انكدرت نجومهم، وتغيرت رسومهم، وأقيم قاعدهم وعضد عاضدهم، [وأخليت] (٥) منهم مصرهم، [وأجلى] (٦) عنهم قصرهم، وهو أول من ضمه حبل الصَلب، وأمه فاقرة الصُلب، وهذا صنع الله فيمن كفر النعمة وجحد، وذلك غرة رمضان سنة تسع وستين وخمسمائة.

عمارة اليمني؛ هو الفقيه أبو محمد عمارة بن أبي الحسن علي بن زيدان بن أحمد ابن محمد بن سليمان بن أيوب الحكمي اليمني الملقب نجم الدين الشاعر المشهور. وقال ابن خلكان (٧): نقلت من بعض تواليفه أنه من قحطان. ثم الحكم بن سَعد العشيرة المذحجي، وأن وطنه من تهامة باليمن، مدينة يقال لها مرَطان من وادي وساع، وبُعدها من مكة في مهب الجنوب أحد عشر يوما، وبها مولده ومرباه، وأنه بلغ الحلم سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ورحل إلى زبَيد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، فأقام يشتغل بالفقه في بعض مدارسها مدة أربع سنين، وأنه حج سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وسيّره قاسم بن هاشم بن فليته صاحب مكة -شرفها الله- رسُولًا إلى الديار المصرية، فوصلها


(١) انظر ترجمته في شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٣٥.
(٢) "رشاء" في الأصل. والمثبت من الخريدة، قسم شعراء مصر، ج ١، ص ١٨٧.
(٣) انظر الخبر في الخريدة، قسم شعراء مصر، ج ١ ص ١٨٦ - ١٨٧.
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة من المرجع السبق، ص ١٨٦.
(٥) "أجليت" في نسخة أ، والمثبت من نسخة ب.
(٦) "وأخلي" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الخريدة، قسم شعراء مصر، ج ١، ص ١٨٧.
(٧) انظر وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٣١ - ٤٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>