للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن خلكان (١): وزالت (٢) دولة المصريين وهو في البلاد. ولما ملك السلطان صلاح الدين مدحَه، ومدح جماعةً من أهل بيته، يتضمن ديوانه جميع ذلك. ورَثى أصحاب القصر عند زوال ملكهم بقصيدة لامية طويلة أجاد فيها، وغالبُ شعره جيدِ، ثم أنه شرع في أمور وأسباب من الاتفاق مع جماعةٍ من رُوساء البلد على التعصب للمصريين وإعادة دولتهم، فأحس بهم صلاح الدين، فكانوا ثمانية من الأعيان، ومن جملتهم عمارة هذا، وشنقهم يوم السبت ثاني شهر رمضان سنة تسع وستين وخمسمائة بالقاهرة، وقد ذكرناه مفصلًا. وقال ابن خلكان (٣): وله تواليف منها كتاب "أخبار اليمن"، وفيه فوائد. ومنها "النكت العصرية في أخبار الوزراء المصريّة"، وغير ذلك.

وقال ابن كثير (٤): وله تصنيف في الفرائض، وقد كان أديبا فاضلا فقيها فصيحا، غير أنه كان ينسب إلى موالاة الفاطميين، وله فيهم وفي أمرائهم ووزرائهم مدائح كثيرة جدًا، وأقل ما [كان] (٥) ينسب إلى الرفض، وقد اتهم باطنه بالكفر المحض.

وذكر العماد (٦) في الخريدة أنه قال في قصيدته التي يقولُ فيها:

قد كان أول هذا الدينِ من رجل … سعى إلى أن دَعَوْه سيِّد الأمم

قال [العماد] (٧): فأفتى علماء مصر بقتله وحرَّضوا السلطان صلاح الدين على ذلك. قال: ويجوز أن يكون [هذا البيت] (٨) معمولا به عليه (٩)، والله أعلم.

وقد أورد ابن الساعي (١٠) شيئا من رقيق شعره، فمن ذلك قوله يتغزل:


(١) انظر: وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٣٤ - ٤٣٥ حيث نقل العيني عنه بتصرف.
(٢) "ورايت" في نسخة ب.
(٣) وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٣٤ - ٤٣٥.
(٤) انظر البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٥.
(٥) ما بين الحاصرتين من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٥.
(٦) ذكر في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٥ أول القصيدة هذا نصها:
العلم مذ كان محتاج إلى العلم … وشفرة السيف تستغني عن القلم.
وقال أيضًا: "وهي طويلة جدًا". وقد ذكر في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٥٣ نقلًا عن العماد أن هذا منسوب إليه.
(٧) "العلماء" في نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من، البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٦؛ الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٦١.
(٨) ما بين الحاصرتين إضافه للتوضيح من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٩٦.
(٩) انظر هذا الخبر في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٦٢.
(١٠) انظر: النكت العصرية، ص ٢٦٥ حيث أورد عمارة اليمنى القصيدة كاملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>