للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ الدولتين (١): أما وصول الأسطول إلى إسكندرية فكان يوم الأحد السادس والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وستين، وانهزم في أول المحرم سنة سبعين.

وأرسل صلاح الدين كتابا إلى بعض الأمراء بالشام، وفيه: وصل (٢) أول الأسطول وقت الظهر، ولم يزل واصلا إلى وقت العصر. وكان ذلك على حين غفلة من المتوكلين بالنظر، لا على خفاءٍ من الخبر، واستنزلوا خيولهم من الطرائد ورجالهم من المراكب، فكانت الخيل [ألفا وخمسمائة رأس] (٣)، وكانوا ثلاثين ألف مقاتل ما بين فارس وراجل، وكانت عدة الطرائد [ست وثلاثين طريدة تحمل الخيل وكان معهم] (٤) مائتا شيني، في كل شيني مائة وخمسون راجلا، وكانت عدة السفن التي تحمل آلات الحرب والحصار من الأخشاب الكبار وغيرها ست سفن، وكانت عدة المراكب الحمالة برسم الأزواد للرجال أربعين مركبا، وفيها من الرجال المتفرقين وغلمان الخيالة وصناع المراكب وأبراج الزحف ودباباته والمنجنيقية، ما يتمم خمسين ألف راجل.

ولما تكاملوا نازلين على البر، حملوا على المسلمين حملة أوصلوهم إلى السور، وفقد من أهل الثغر في وقت الحملة ما يناهز سبعة أنفس. وأستشهد محمود بن البصار و [كان] (٥) بسهم جرح، وجدفت مراكب الإفرنج داخلة إلى الميناء، وكان به مراكب مقاتلة ومراكب مسافرة، فسبقهم المسلمون إليها فخسفوها وغرقوها، وغلبوهم على أخذها، وأحرقوا ما احترق منها، واتصل القتال إلى المساء، فضربوا خيامهم بالبر، وكانت عدتهم ثلثمائة خيمة.

فلما أصبحوا زحفوا وضايقوا وحاصروا ونصبوا ثلاث دبابات بكباشها، وثلاثة مجانيق كبارا تضرب بحجارة سوداء استصحبوها معهم من صقلية، والدبابات تشبه الأبراج في جفاء أخشابها، وارتفاعها، وكثرة مقاتِلتها واتساعها، وزحفوا بها إلى أن قاربت السّور، ولجّوا في القتال عامة النهار المذكور.


(١) انظر: الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٩٨.
(٢) "وصول" في نسخة ب.
(٣) "ألفين وخمسمائة فارس" في نسختي المخطوطة أ، ب، والمثبت من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٩٨؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ١٢ - ١٣.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة أ، ب. والمثبت من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٩٨؛ وانظر أيضا: مفرج الكروب، ج ٢، ص ١٣؛ السلوك، ج ١ ق ١، ص ٥٦.
(٥) ما بين الحاصرتين إضافة لازمة من الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٩٩ لاستقامة النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>