للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسر جماعة من رؤسهم، فأطلقهم السلطان بعد أن خلع عليهم، وقد كانوا استعانوا بجماعة من الإفرنج في حال القتال، وليس هذا من صنيع الصناديد (١).

وفي تاريخ بيبرس: (٢) وكان غازي قد سبق ووصل صلاح الدين وقت العصر، وقد تعب هو وأصحابه، وعطشوا فألقوا نفوسهم على الأرض ليس فيهم حركة، وأشار على غازي جماعة من أصحابه بقتالهم في تلك الساعة، فتأخر إلى الغد فلما التقوا من الغد انهزم (٣) عسكر سيف الدين، ورجع إلى حلب، ولم يقتل من الفريقين مع كثرتهم سوى رجل واحد، وترك سيف الدين أخاه عز الدين مسعود بحلب، وسار إلى الموصل وهو يظن أنه لا ينجو، وأن صلاح الدين يعبر الفرات إليه ويقصده بالموصل، فاستشار وزيره في مفارقة الموصل والاعتصام بقلعة [عقر] (٤) الحميدية، فمنعه من "ذلك وثبته وشد قلبه" (٥)، وعزل عز الدين عن إمارة العسكر، واستعمل مكانه مجاهد الدين قايماز (٦).

وفي تاريخ النويري (٧) وغيره: ووجد السلطان صلاح الدين في مخيم غازي شيئا من الأقفاص التي فيها الطيور المطربة، وذلك في مجلس شرابه، وكيف ينصر من كان هذا مسلكهـ ومذهبه؟! فأمر صلاح الدين بردها عليه، وقال للرسول: قل له: اشتغالك بهذه الطيور أحب إليك من الوقوع فيما رأيت من المحذور. وغنم السلطان من أموالهم شيئا كثيرا، ففرقه على أصحابه، وأنعم بخيمة الملك سيف الدين غازي على ابن أخيه عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن نجم الدين (٨) أيوب، وردّ ما كان في وطاقه (٩) من الجواري


(١) وردت هذه الأحداث بالتفصيل في الروضتين، ج ١/ ق ٢، ص ٦٥٠ - ٦٥٣.
(٢) ورد هذا النص بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ٧٤ - ٧٥.
(٣) "انكسر" في نسخة ب.
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة من الكامل، ج ١٠، ص ٧٥، وعَقْر الحُميدية، قلعة حصينة في جبال الموصل أهلها أكراد وهي شرقي الموصل. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٦٩٦؛ تقويم البلدان، ص ٢٧٤.
(٥) كذا في نسختى المخطوطة أ، ب، وقد وردت هذه العبارة في الكامل، ج ١٠، ص ٧٥ على النحو التالي: "واتفق هو والوزير على شد أزره، وتقوية قلبه، فثبت".
(٦) مجاهد الدين قايماز: هو أبو منصور قايماز بن عبد الله الزيني الملقب مجاهد الدين الخادم توفي فى سنة ٥٩٥ هـ/ ١١٩٩ م بقلعة الموصل. وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٨٢ - ٨٤.
(٧) يبدو أن العيني نقل هذا النص عن ابن كثير وليس النويري. انظر: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣١٢؛ كما ورد هذا النص بتصرف في الروضتين نقلًا عن العماد، ج ١ ق ٢، ص ٦٥١.
(٨) "نجم الدين بن أيوب" كذا في نسخة ب. وهو خطأ.
(٩) الوطاق: الخيمة الكبيرة التي تعد للعظماء. انظر: العصر المماليكي، ص ٤٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>