للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره أيضا:

لا تلبس الدهرَ على غِرَّةٍ … فيها (١) لموتِ الحيِّ مِن بُدِّ

ولا يُخادعْكَ طويلُ البَقا … فتحسبَ الطولَ من الخُلدِ

يقرُبُ ما كانَ لهُ آخرٌ … ما أقْرَبَ المهْدَ مِنَ اللَّحْدِ

وقال ابن خلكان (٢): وإنما قيل له حيص بَيْص لأنه رأى الناس يوما في حركة مزعجة وأمر شديد، فقال: ما للناس في حيص بيص، فبقي عليه هذا اللقب، ومعنى هاتين الكلمتين الشدة والاختلاط. تقول العرب: وقع الناس في حيص بيص، أي في شدة واختلاط. وتوفي ليلة الأربعاء سادس عشر شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة ببغداد، ودفن في مقابر قريش.

شُهْدَة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبري (٣)؛ يقال لها فخر النساء الكاتبة سمعت الحديث الكثير، وكتبت الخط الحسن، وكانت مخالطة لدار الخلافة، وكان لها برٌّ ومعروف وصدقات، وكانت جليلة القدر، توفيت ليلة الاثنين الرابع عشر من محرم هذه السَّنة، وصلى عليها بجامع المنصور، وأزيل الشباك الذي في مقصورة الخطابة، فيقال أن الخليفة صلى عليها وشهدها أرباب الدولة، ودفنت بباب أبرز، سمعت مشايخ العراق وجعفر بن أحمد السراج، وروت عنه مصارع العشاق، وسمعت من طراد الزينبي وغيرهما، وقرئ عليها الحديث سنين، وعمّرت حتى قاربت المائة، وذكرها ابن الجوزي (٤) في مشيخته وقال: أخبرتنا شُهدة الكاتبة بقراءتي عليها في صفر سنة سبع وخمسين وخمسمائة. وقال السبط (٥): وروى لنا عنها جماعة، وكانت صالحة ثقة.


(١) "فما" في البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٢.
(٢) انظر وفيات الأعيان، جـ ٢، ص ٣٦٥.
(٣) وردت ترجمتها في المنتظم، جـ ١٨، ص ٢٥٤؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٤؛ وفيات الأعيان، جـ ٢، ص ٤٧٧ - ٤٧٨.
(٤) انظر: المنتظم، جـ ١٨، ص ٢٥٤.
(٥) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>