للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن النثر: من كان الصمت شجرته، كانت السلامة ثمرته. في احتراز اللبيب ما يغنيه عن الطبيب. من ترك المرا استمال الورى. وكانت وفاته في شعبان، ودفن بباب حرب، سمع عبد الوهاب الأنماطي وغيره، وروى عنه مشايخ السبط (١).

محمد بن محمد بن عبد الكريم أبو الفرج بن الأنباري؛ كاتب الإنشاء بديوان الخليفة، ولد سنة سبع وخمسمائة، وهو من بيت الرئاسة والكتابة، ناب في الديوان من حين توفي والده سديد الدولة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة إلى هذه السنة، وكانت وفاته في ذي القعدة، وصلى عليه بجامع القصر، ودفن عند والده بمقابر قريش، سمع أبا محمد بن أحمد السمرقندي وطبقته، وكان فاضلا عاقلا نزها عفيفا.

محمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد أبو الفتح الدامغاني بن قاضي القضاة [أبي الحسن] (٢)؛ من بيت الرئاسة والفضل والقضاء، استنابه أبوه في القضاء، وكان فاضلًا نزها عفيفًا، توفي وهو شاب في شوال، ودفن بنهر القلائين، وبها كانت منازلهم.

علم بنت عبد الله بن المبارك؛ زوجة الزبيدي شيخ الوزير ابن هبيرة، كانت تضاهي رابعة العدوية، تقرأ القرآن، ولا تفتر من الذكر، ولم يكن في زمانها مثلها، وكانت صابرة على الفقر ورعة، توفيت ببغداد، وعمرها (٣) مائة سنة وست سنين، لم يتغير عليها من حواسها شيء، بل كأنها يوم ولدت. وفي المرآة (٤): مرض ولدها أحمد بن الزبيدي، فاحتضر، وجاء وقت الصلاة فقالت: يابني ادخل في الصلاة، فدخل وكبر فمات، فخرجت إلى النساء وقالت: هنينني. قلن: بماذا؟ قالت: مات ولدي في الصلاة، رضي الله عنها وعن ولدها.


(١) نقل العينى هذه الترجمة من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٢٧.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة للإيضاح من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٢٨.
(٣) "لها" في نسخة ب.
(٤) انظر مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٢٧؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>